مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الكاف مع الراء

          الكَاف مع الرَّاء
          1038- قوله صلعم: «فكَرِبْتُ لِذَلِكَ»؛ أي: أصابني كربٌ وهو الغَمُّ والهَمُّ.
          1039- قوله: «ومنهم المُكَرْدَس»(1) بسينٍ مُهملةٍ؛ أي: الموثَّق الملقى في النَّار، وقد يكون بمعنى المَكْدُوسِ؛ أي: الملقى بعضهم فوق بعض، من قولهم: لكتائبِ الخيلِ: كراديسُ؛ لاجتماعها، والتَّكردس: التَّجمع.
          1040- [وقوله: «فكرَّ النَّاس عنه» [خ¦3864]؛ أي: رجَعوا، والكرُّ: الرُّجوعُ، والكَرُّ في الحربِ: الرُّجوعُ إليها بعد التَّوَلِّي].
          1041- و«الكَرَازِينُ» الفؤوس التي يحفر بها، واحدها كَرْزِن وكِرْزِين وكِرْزِم.
          1042- و«الكَرْعُ» [خ¦74/20-8363] في الماء: الشُّربُ منه بالفَمِ، وقال ابنُ دُريدٍ: لا يكون الكَرعُ إلَّا إذا خاضَ الماءَ بقَدَميه فشَرِب منه بفِيهِ، يقال: كَرَعَ في الماء يكرع كَرْعاً وكُرُوعاً، والكَرَع بفتحِ الرَّاء: الماءُ الذي تخوضُه الماشِيَة بأكارِعِها فتشرَبُ منه، وقال غيرُه: الكَرَع ماءُ السَّماء، وأكرَع القومُ إذا وجَدُوه فورَدوه.
          و«الكُراع» [خ¦932] بضمِّ الكافِ، وضبَطَه بعضُهم عن الأصيليِّ بكسرِها، وهو خطأٌ، اسمٌ يجمع الخيل، والأكارع لذوَات الظَّلف كالأوظفة من الخيل والإبلِ، ثمَّ كثُر ذلك حتَّى سَمُّوا به، ثمَّ استُعمِل ذلك في الخيلِ خاصَّة، وقوله: «ولو كُراعُ شاةٍ» الكُراع: ما فوق الظِّلف للأنعامِ وتحت السَّاقِ.
          قوله: «كُراعُ هَرْشَى» [خ¦489] الكراعُ كلُّ أنفٍ سائلٍ من جبلٍ أو حَرَّةٍ، و(كُرَاع الغَمِيْم) مَوضِع مَعلُومٌ.
          1043- وقوله: «تُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ» [خ¦6248]؛ أي: تطحن.
          1044- و«الكَرْمُ» [خ¦2185] العِنَب نَفسُه، وقوله في النَّهيِ عن بيعِ الكَرمِ بالزَّبِيبِ: «وقد نهَى النَّبيُّ صلعم أنْ يُقال للعِنَبِ: الكَرمُ» [خ¦6182]، فيكون هذا الحديث قبلَ النَّهيِ عن تَسْمِيَته كرماً.
          وسَمَّت العربُ العِنَب كَرماً والخَمْرُ كَرماً؛ أمَّا العنبُ فلكَرَمِ ثمَرَتِه وامتداد ظلِّها، وكثرةِ حملِها وطيبِه وتذلُّلـه للقطف وسهولته للجَنْي، ليست بذي شَوكٍ ولا شاق المصعد، ويؤكل غضَّاً وطريَّاً وزبِيباً / يابساً، ويُدَّخر للقُوت، ويُتَّخذ شراباً، وأصلُ الكَرمِ الكثرةُ والجمعُ للخير، وبه سُمِّي الرَّجل كريماً؛ لكثرةِ خِصالِ الخير فيه، ونَخلة كَرِيمَة؛ لكَثرَة حملِها.
          وأمَّا الخمرُ فلأنَّها كانت تحثُّهم على الكرَمِ والسَّخاءِ، وتطرُدُ الهمومَ والفِكرَ، فلمَّا حرَّمها الله تعالى نفَى النَّبيُّ صلعم اسم الكَرمِ لما فيه من المَدحِ؛ لئلَّا تتشوَّق إليها النُّفوس التي قد عهدتها قبلُ.
          وكان اسمُ الكَرْم أليق بالمؤمنِ وأعلق به لكثرة خيرِه ونفعِه واجتماع الخصال المَحمُودةِ فيه من السَّخاء وغيرِه، فقال: «إنَّما الكَرْمُ الرَّجلُ المُسلِمُ».
          وفي روايةٍ: «قلبُ المُؤمنِ» [خ¦6183]، ويقال: رجلٌ كَريمٌ وكَرْم وكَرَم وكُرَّام، وقد قال عمرُ: «كرَمُ المؤمن تَقْواه» إذ به شرفه وجماع خيره، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ} [الحجرات:13]، كأنَّه أفضلُ أنواعِ الكَرمِ وخصالِ الخيرِ وكمال الشَّرفِ.
          وقوله: «إنَّما الكريمُ يوسفُ» [خ¦3382]؛ أي: إذا كان الكرمُ الجماع للخير وكثرته فهو قد اجتَمَع ليوسفَ ◙ منه ما أوجب له الوَصْف به، والحيازة لمرتبته والتَّفرُّد بما لا يشاركه فيه سواه؛ شرَفُ النُّبوَّة والعِلْم والجمال وكرَمُ الأخلاق ورئاسَةُ الدُّنيا والدِّين، ملَكَ فساس الخَلْق وأفاضَ الحقَّ، وعدَل في الحُكمِ، ودرَء الظُّلم، وقدَر فعَفَا، واستُكْفِي فكَفَى، وتفرَّد بكرَمِ النَّسبِ، فتكرَّر في آبائه من شرَفِ النُّبوَّة ما لم يُشارِكْه فيه سِواه، فهو نَبِيٌّ ابنُ نَبِيٍّ ابنِ نبِيٍّ ابنِ نبِيٍّ، فهو رابعُ أربعةٍ صلعم وعليهم أجمعين، قال القاضي أبو الفَضلِ: فما تحقيقه أن يحصر كرمه بـــ «إنَّما» التي تنفي ذلك عن غيرِه.
          قلت: إنَّما حُصِرت له مزية في الكرمِ لا أصل الكرمِ، كما يقال: إنَّما الشُّجاع عَنْتَرةُ، وإنَّما الجوادُ حاتِمٌ؛ أي: إنَّما المزيَّة في هاتين الخَصلَتَين لهذَينِ المذكُورَينِ، وإن كان قد شارَكهُما في أصلِ ما وُصِفا به غيرُهما، وإنَّما تأتي لحصرِ الأصلِ دون اشتراكٍ فيه، / ولإظهارِ المزيَّةِ فيه مع الاشتراكِ في الأصلِ، فاعلَم ذلك.
          قوله: «واتَّقِ كرائمَ أمْوالِهم» [خ¦1496] جمعُ كرِيمةٍ، وهي الجامعةُ للكمالِ الممكن في حقِّها من غزارَةِ لبَنٍ أو جمال صُورَةٍ، أو كثرةِ لحمٍ أو صُوفٍ، وهي النَّفائسُ التي تتعلَّق بها نفسُ مالكِها، وقيل: هي التي يختَصُّها صاحِبُها لنَفسِه ويؤثِّرُها.
          وقوله: «ولا تَجْلِس على تَكْرِمَتِه إلَّا بإذْنِه»؛ أي: على فراشِه، يريدُ الذي يُكرِم بالإجلاسِ عليه مَن أراد إكرامه، كالوَسائدِ وصُدور المَجالسِ والرَّفع إلى الأرائكِ وشِبهِ ذلك.
          وقوله: «وغزوٌ تُنْفَق فيه الكَرِيمَةُ» كرائمُ الأموالِ كما تقدَّم خيارُها، و«الكَرِيمَةُ» هاهنا تحتمل ذلك، وتحتمل الكثيرَ منه أو الحلالَ منه، وعندي أنَّها العَزِيزَة عليه، المحبُوبَة إليه، كما قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92].
          1045- و«الكُرْسُفُ» [خ¦6/19-537] القطن وهو العُطب والبِرسُ.
          و«الكَرايِيسُ» بيائين هي المراحيضُ، وقيل: ما اتُّخِذ منها على السُّطوحِ خاصَّة بقنوات إلى خارج السَّطح، الواحدُ كَرياس من التَّكرُّس، وهو التَّجمع لما يتجمَّع فيها ويعلق بها من الأقذار، والياء زائدة.
          و«الكِرباسُ» بالباء المنقوطة بواحدةٍ: أكسيةٌ غلاظٌ.
          1046- قوله صلعم: «الأنصارُ كَرِشِي وعَيبَتِي» [خ¦3799]؛ أي: جماعتي، و«عيبتي»: موضع ثقتي وسرِّي، والكَرِشُ الجماعةُ من النَّاس.
          1047- و«الكَرَاهِيَةُ» [خ¦417] والكَراهَة مخفَّفة الياء لا غير، وحكى أبو زيد: كرَاهِين، والكُره والكَره لغتان عند البَصريِّين، وقال الكوفِيُّون: بالفتح الكَراهية، وبالضمِّ المشقَّة، وقال القُتبِيُّ: بالفتح القهر، وبالضَّمِّ المشقة، وقيل: بالفتح المصدر، وبالضَّمِّ الاسم؛ أي: المكروه، وقيل: بالفتح ما أُكرهت عليه، وبالضمِّ ما كرهته من قِبَل نفسك، وهو قول القُتبِيُّ بعينه، والكُره والكَره لغتان عند البخاريِّ. /
          و«إسباغُ الوُضوءِ عند المَكَارِه» عند المشقَّة به والتألُّم منه لشدَّة بردٍ أو لعلَّةٍ في جسمٍ أو وقتِ كسلٍ وطلب دعَة، وقيل: عند عدمه وضيقه لغلاء ثمنه.
          و«الكَرَى» النَّوم.


[1] كذا جاء في بعض نسخ مسلم، وفي بعضها: (مكدوس)، وراجع ما تقدَّم في [كدش].