الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت

          2583- التِّسعون: عن عكرمةَ مولى ابن عبَّاسٍ عن أبي هريرةَ: أنَّ نبيَّ الله / صلعم قال: «إذا قضى الله الأمرَ في السَّماء ضربتِ الملائكةُ بأجنحتِها خُضعاناً(1) لقوله، كأنَّه سلسلةٌ على صَفوانٍ(2)، فإذا فُزِّعَ عن قلوبهم(3) قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا للَّذي قال: الحقُّ وهو العليُّ الكبير، فسمِعَها مسترِقُ السَّمعِ، ومسترقو السَّمعِ هكذا بعضُه فوق بعضٍ _ووصف سفيانُ بكفِّه فحرَّفها وبدَّد بين أصابِعه_ فيسمَعُ الكلمةَ فيُلقيها إلى مَن تحتَه، ثمَّ يلقيها الآخرُ إلى مَن تحتَه، حتَّى يُلقيها على لسانِ السَّاحر أو الكاهن، فربَّما أدرك الشِّهابُ قبل أن يلقيَها، وربَّما ألقاها قبل أن يدرِكَه، فيكذِبُ معها مئة كَذْبةٍ، فيقال: أليس قد قال لنا يومَ كذا وكذا: كذا وكذا، فيصدَّقُ بتلك الكلمةِ الَّتي سُمِعَت من السَّماء».
          وذكر في رواية عليِّ بن المدينيِّ قراءة من قرأ: «فُزِّع» [خ¦4701]
          وقال سفيانُ عن عمرٍو: «فُزِّع». وهي قراءتنا.


[1] الخُضوعُ والخضعان: التطامن والانقياد، وخضع لازم ومتعد، يقال: خضع؛ أي: لانَ وانقاد، وخضعتُه فخضع؛ أي: سكَّنته فسكن.
[2] الصَّفا والصَّفْوان: الحجر الأملس، والصَّفْواء أيضاً، قال:
~........................كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنزَّلِ
[3] {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سبأ:23] : أي؛ كُشِف عنها الفَزَع، وأفزعتُه إذا أعنته، وفزِعتُ إليه فأَفزَعَني؛ أي: لجأتُ إليه فأغاثني وأزالَ عني الفزع، وقيل: في قراءة من قرأ فُرِّعَ بالراء؛ أي: أُزيل ما بهم من الذُّعر والانزعاج، وسكنوا.