الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أتينا رسول الله وهو بخيبر بعدما افتتحوها

          2577- الرَّابع والثَّمانون: عن عَنبسةَ بن سعيدٍ عن أبي هريرةَ قال: «أتينا رسول الله صلعم وهو بخيبرَ بعدما افتَتحوها، فقلت: يا رسول الله أَسهِمْ لي، فقال بعضُ بني سعيدِ بن العاص: لا تُسهِمْ له يا رسول الله، فقال أبو هريرةَ: هذا قاتِلُ ابن قَوقَلٍ. فقال ابنُ سعيد بن العاص: واعجباً لوَبْرٍ تدلَّى علينا من قدوم / ضَأنٍ(1)، ينعى عليَّ(2) قتلَ رجلٍ مسلمٍ أكرمه الله على يديَّ ولم يُهنِّي على يدَيه، قال: فلا أدري أَسهَمَ له أو لم يُسهِمْ له». [خ¦2827]
          قال البخاريُّ: ويذكر عن الزبيديِّ عن الزهريِّ عن عنبسةَ أنَّه سمِعَ أبا هريرةَ يخبِرُ سعيدَ بن العاص قال: «بعث رسول الله صلعم أبَاناً على سريَّةٍ من المدينة قِبَلَ نَجدٍ، قال أبو هريرةَ: فقدِمَ أبانُ وأصحابُه على النَّبيِّ صلعم بخيبرَ بعدما افتتحها، وإنَّ حُزْمَ خيلِهم اللَّيفُ، قال أبو هريرةَ: قلت: يا رسول الله لا تقسِمْ لهم. فقال أبانُ: وأنت بهذا يا وَبْرُ تحدَّرَ من رأس ضَأنٍ. فقال النَّبيُّ صلعم: يا أبانُ اجلِس. فلم يَقسِمْ لهم».
          وليس لعنبسةَ بن سعيدٍ عن أبي هريرةَ في الصَّحيح غيرُ هذا
          وفي حديث عمرو بن يَحيى عن جدِّه سعيدِ بن عمرو بن سعيد بن العاص: «أنَّ أبانَ بن سعيدٍ أقبل إلى النَّبيِّ صلعم _زاد أبو مسعودٍ_ : [فسَلَّمَ عليه] فقال أبو هريرةَ: هذا قاتلُ ابن قَوقَلٍ، فقال أبانُ(3) لأبي هريرةَ: واعجباً لك وَبْرٌ تدلَّى من قدوم ضأنٍ، تنعى عليَّ امرأً أكرمه الله بيديَّ ومنعه أن يُهينَني بيده». /


[1] تدلَّى من قَدومِ ضَأَن: التدلي ما تعلق من علو إلى أسفل براية، وفي الرواية الأخرى: ما وبر تحدر من رأس ضأن فتدلَّى وقع أو تعلق، والقَدوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأسها، وقادِمةُ الرجل خلافُ آخرته، ومقادِيمُ الرجل وجهه وما والاه، وهذا الباب متسعٌ، وما في الرواية الأخرى من ذكر الرأس كافٍ، وإنما أراد احتقاره ونَقاصةَ قدرِه عنده، وأنه مثلُ الوَبَر الذي يتدلّى من رأس الضأن في قلّة المنفعة والمبالاة به.
[2] ويقال فلان يَنعَى على فلان كذا، إذا عابه ووبَّخه به.
[3] سقط قوله: (أبان) من (الحموي).