الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة

          2569- السَّادس والسَّبعون: أخرجه البخاريُّ تعليقاً من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ قال: «وَكَّلَني رسول الله صلعم بحفظِ زكاةِ رمضانَ، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطَّعام، فأخذتُه وقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلعم قال: إنِّي محتاجٌ وعليَّ عيالٌ وبي حاجةٌ شديدةٌ، قال: فخلَّيتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النَّبيُّ صلعم: يا أبا هريرةَ ما فعلَ أسيرُك البارحة؟ قلت: يا رسول الله؛ شكا حاجةً شديدةً وعيالاً، فرحمتُه فخلَّيتُ سبيلَه، فقال: أما إنَّه قد كذَبَك وسيعودُ. فعرفت أنَّه سيعود لقولِ رسول الله صلعم، فرصدتُه، فجاء يحثو من الطَّعام، فأخذتُه فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلعم قال: دَعني فإنِّي محتاجٌ وعليَّ عيالٌ لا أعودُ، فرحِمتُه، فخلَّيت سبيلَه، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلعم: يا أبا هريرةَ(1)، ما فعل أسيرُك؟ قلت: يا رسول الله؛ شكا حاجةً وعيالاً فرحِمتُه، فخلَّيت سبيلَه، فقال: أمَا إنَّه قد كذَبك وسيعودُ. فرصدتُه الثَّالثةَ، فجاء يحثو من الطَّعام فأخذتُه، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلعم، وهذا آخرُ ثلاثِ مرَّاتٍ، إنَّك تزعُمُ أنَّك لا تعودُ ثمَّ تعودُ، فقال: دَعني فإنِّي / أعلِّمُك كلماتٍ ينفعُك الله بها، قلت: ما هنَّ؟ قال: إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأ آيةَ الكرسي: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:255]حتَّى ختَم الآيةَ، فإنَّه لن يزالَ عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتَّى تُصبِحَ، فخلَّيتُ سبيلَه، فأصبحتُ، فقال لي رسول الله صلعم: ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قلت: يا رسول الله؛ زعم أنَّه يعلِّمُني كلماتٍ ينفعُني الله بها، فخلَّيت سبيلَه، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ من أوَّلها حتَّى تختمَ الآيةَ {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:255] وقال لي: لا يزالُ عليكَ من الله حافظٌ، ولن يقربَك شيطانٌ حتَّى تُصبِحَ، وكان أحرصَ شيءٍ على الخير، فقال النَّبيُّ صلعم: أما إنَّه قد صدقَك وهو كذوبٌ، تعلمُ من تخاطِب منذ ثلاثٍ يا أبا هريرةَ؟ قال: لا، قال: ذاك شيطانٌ». [خ¦2311]


[1] في (ت): (هر)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري.