الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: نجر خشبةً فجعل المال في جوفها، وكتب

          2507- الرَّابع عشر: عن عمرَ بن أبي سلمةَ تعليقاً عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: قال النَّبيُّ صلعم: «نجَرَ خَشبةً فجعل المالَ في جَوفِها، وكتب إليه / صحيفةً: من فلانٍ إلى(1) فلانٍ».
          وهذا طرفٌ من حديثٍ أخرجه البخاريُّ أيضاً بطوله تعليقاً من حديث جعفرِ بن ربيعةَ عن عبد الرَّحمن بن هُرمُزَ الأعرج عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم: «أنَّه ذكر رجلاً من بني إسرائيلَ سأل بعضَ بني إسرائيلَ أن يُسلِفَه ألفَ دينارٍ، فقال: ائتني بالشُّهداء أُشهِدُهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكَفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقتَ، فدفعَها إليه إلى أجلٍ مسمَّى، فخرج في البحر فقضى حاجتَه، ثمَّ التمس مركَباً يركَبُه يقدَمُ عليه للأجل الذي أجَّله فلم يجدْ مركَباً، فاتَّخذ خشَبةً فنقَرها، فأدخل فيها ألفَ دينارٍ وصحيفةً منه إلى صاحبه، ثمَّ زَجَّجَ موضِعَها، ثمَّ أتى بها البحرَ، فقال: اللَّهمَّ إنَّك تعلمُ أنِّي تسلَّفتُ فلاناً ألفَ دينارٍ، فسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضيَ بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً، فرضيَ بك(2)، وإنِّي جَهَدْتُ أن أجدَ مركَباً أبعثُ إليه الَّذي له فلمْ أقدِرْ، وإنِّي استودَعْتُكَها، فرمى بها في البحرِ حتَّى وَلَجَت فيه، ثمَّ انصرفَ وهو في ذلك يلتمسُ مركَباً يخرج إلى بلده، فخرج الرَّجل الَّذي كان أسلَفه ينظرُ لعلَّ مَركَباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة الَّتي فيها المالُ، فأخذها لأهله حطَباً، فلمَّا نشرها وجدَ المالَ والصَّحيفةَ، ثمَّ قدِمَ الَّذي كان أسلَفه، وأتى بالألفِ دينارٍ فقال: والله ما زلتُ جاهداً في طلَبِ مركَبٍ لآتيك بمالِكَ فما وجدتُ مركَباً قبلَ الَّذي أتيتُ فيه، فقال: هل كنت بعثتَ إليَّ بشيءٍ؟ قال: أخبرُك أنِّي لم أَجِد مركَباً قبل الَّذي جئتَ فيه، قال: فإنَّ اللهَ قد أدَّى عنك الَّذي بعثتَه في الخشبةِ. فانصرف بالألفِ الدِّينار راشِداً». / [خ¦6261]


[1] في (الحموي): (بن)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[2] سقط قوله: (وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً فرضي بك) من (الحموي).