غاية التوضيح

باب قول الله تعالى: {وأمرهم شورى بينهم}

          ░28▒ (بَابُ قَولِ اللهِ تَعَالَى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى}) [الشُّورى:38]
أي: ذو شورى؛ يعني: لا ينفردون برأيٍ حتَّى يجتمعوا عليه، وفي بعض النُّسخ: هذا البابُ مُقدَّمٌ على الباب السَّابق.
          قولُهُ: (وَأَنَّ الْمُشَاوَرَةَ) عطفٌ على (قولِ الله)، و(التَّبْيِينِ) أي: وضوح المقصود، و(فِي الْمُقَامِ) أي: في الإقامة بالمدينة، و(الْخُرُوجِ) إلى القتال.
          قولُهُ: (لَامَتَهُ) بغير همزٍ، ورُوِيَ بهمزةٍ ساكنةٍ بعد اللَّام؛ أي: درعه، و(عَزَمَ) أي: على الخروج والقتال، و(أَقِمْ) أيِ: اسكنِ المدينة ولا تخرجْ منها إليهم (فَلَمْ يَمِلْ) أي: ما مالَ إلى كلامِهم بعد العزم؛ لأنَّه نقضٌ للتَّوكُّل الذي أمرَ اللهُ تعالى به عند العزيمة ولبسِ اللَّأمةِ.
          قولُهُ: (إِلَى تَنَازُعِهِمْ) أي: تنازُع عليٍّ وأسامةَ ومنْ وافقَهم (بَعْدُ) مبنيٌّ على الضَّمِّ، و(عُمَرُ) فاعلُ (تَابَعَ)، و(مَشُورَةٍ) بضمِّ الشِّين على الأفصح؛ كذا في «الزَّركشيِّ»، و(شَبَابًا) بالمُوحَّدتين، وفي بعضِها بالنُّون(1)؛ يعني: كان يعتبر العِلمَ لا السِّنَّ.


[1] في (أ): (وبالنُّون).