غاية التوضيح

حديث: جلد النبي في الخمر بالجريد والنعال

          6776- و(جَلَدَ) أي: أمرَ بالجلد.
          قولُهُ: (بِالنُّعَيمَانِ) مُصغَّرٌ، والشَّكُّ من الرَّاوي، في «القسطلانيِّ»: وفي الحديث جوازُ ضربِ الحدِّ في البيوت سرًّا؛ خلافًا لمن منعَهُ مُحتَجًّا بظاهر ما رُوِيَ عن عمرَ ☺ في قصَّةِ ولدِهِ عبد الرَّحمن أبي شحمةَ لمَّا شرب بمصرَ فحدَّهُ عمرُو بن العاص في البيت، فأنكرَ عليه(1) وأحضر ولده أبا شحمةَ فضربَهُ الحدَّ(2) جهرًا؛ كما رواهُ ابنُ سعدٍ وأخرجَهُ عبدُ الرَّزَّاق بسندٍ صحيحٍ عنِ ابن عمرَ مُطوَّلًا، والجمهورُ على الاكتفاء، وحملوا صنيعَ عمرَ ☺ على المُبالَغة في تأديب ولدِهِ، وفيه أيضًا وفي الحديث أنَّ الحدَّ يحصل بالضَّرب والجريد والنِّعال، وكذا أطراف الثِّياب بعد فتلِها حتَّى تشتدَّ؛ إذِ القصدُ(3) الإيلامُ، وكذا بالسَّوط، وكان النُّعيمانُ كثيرَ المزاح يُضحِك النَّبيَّ صلعم ، رُوِيَ أنَّه جاء أعرابيٌّ وأناخَ ناقتَهُ، فقيل لنُعيمانَ: لو نحرتَها فأكلنا ويغرم رسولُ الله صلعم ، فنحرَها، فخرجَ الأعرابيُّ، فصاحَ: واعقراه يا مُحمَّدُ، فقال ╕: «منْ فعلَهُ؟» فقالوا: النُّعيمانُ، فضحكَ صلعم وغرم ثمنها، وله حكاياتٌ قيل: جُلِد في الخمر أكثرَ من خمسِ مرَّاتٍ؛ كذا في الشُّروح.


[1] في (أ): (عنه)، وهو تحريفٌ.
[2] في (أ): (الجلد)، والمثبت من المصادر.
[3] في (أ): (الفصل)، وهو تحريفٌ.