انتقاض الاعتراض

باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به

          ░6▒ (باب مَن رجع القهقرى في الصَّلاة، أو تقدَّم لأمر ينزل به)
          رواه سهل بن سعد عن النبيِّ صلعم.
          قال (ح): يشير بذلك إلى حديثه الماضي قريبًا ففيه: «فرفع أبو بكر يده فحمد الله(1) ثُمَّ رجع القهقرى».
          وأمَّا قوله: أو تقدَّم، فهو مأخوذ مِن الحديث أيضًا: وذلك أنَّ النَّبيَّ صلعم وقف في الصَّفِّ الأوَّل خلف أبي بكر على إرادة الائتمام فامتنع أبو بكر مِن ذلك فتقدَّم النَّبيُّ صلعم.
          قال (ع): الذي قاله يردُّه الضمير المنصوب في قوله: «رواه سهل» يَفْهم ذلك مَن له أدنى ذوق مِن أحوال تركيب الكلام.
          قلت: الضَّمير يرجع إلى الرجوع والتقدُّم في الصَّلاة لأمر نزل به فما الذي يردُّ منه؟.
          والعجب: أنَّهُ في الأمور التي تحتاج إلى الإفصاح بوجه ردها تحيل على(2) الذَّوق الذي لا طائل(3) / متابعة(4) له وزعم أنَّ الَّذي قدَّره هو أولى من(5) أنَّ (ح) ذكره بعينه بعد الأوَّل احتمالًا فتلقَّاه عنه وادَّعاه، وما الحنفي حتَّى جعله الصَّواب وأنكر أنَّ مثله يُقال فيه: يحتمل، بل لم يرد البُخاريُّ إلَّا هذا، كذا قال، والله المستعان.
          وقد أشار البُخاريُّ إلى تصويب ما قال (ح) فإنَّهُ أورد عقب قوله: «رواه سهل»: حديث أنس بمعنى الحديث الَّذي أشار إليه (ح) وفيه: «فنكص أبو بكر على عقبيه فظنَّ أنَّ رسول الله صلعم يريد أن يخرج» الحديثَ.
          ثمَّ(6) لما شرع (ع) في شرحه قال: مطابقة الحديث للتَّرجَمَةِ في التأخير تستأنس من قوله: فنكص(7) أبو بكر(8) على عقبيه.


[1] في (س): «فحمده».
[2] في (س): «يحيل إلى».
[3] قوله: ((طائل)) زيادة من (س).
[4] قوله: «متابعة» ليس في (س) و(د)، وفي (ظ): ((الذي لا لا متابعة)).
[5] في(س): ((مع)).
[6] قوله: ((ثم)) زيادة من (س).
[7] في (س): «نكص».
[8] قوله: ((أبو بكر)) زيادة من (س).