الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل

          831- وعن أبي سَلَمةَ، عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ خُزاعَةَ قَتَلوا رجلًا مِنْ بَني لَيْثٍ عامَ فتحِ مَكَّةَ بقتيلٍ منهمُ قَتَلُوه، فأُخْبِرَ بذلكَ رسولُ الله صلعم، فرَكِبَ راحلتَه فخَطَبَ / فقالَ: «إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، ألا وإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلا تحلُّ لأحَدٍ بَعدِي، أَلا وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا(1)، وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا(2) إِلَّا لمُنْشِدٍ(3)، وَمَنْ(4) قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُعْطَى الدِّيَةَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ القَتِيلِ». قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ يُقال لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فقال: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فقال: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ». فقالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فقال رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِلَّا الإِذْخِرَ». [خ¦6880]


[1] في هامش (ح): «حاشية: قوله: (ولا يعضد شجرها): قال الإمام ☺: أي لا يقطع، يقال: عضد واستعضد لمعنى، كما يقال: علا واستعلى، وقيل: معنى يعضد: لا يفسد ويقطع، وأصله من عضد الرجل الرجلَ: أصاب عضده بسوء، في كتاب العين: المعضد من السيوف: ما يمتهن في قطع الشجر».
[2] في (د): «ساقطها».
[3] في هامش الأصل: «لمنشد أي نادى».
[4] في (د): «وإن».