الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: كان أهل الجاهلية يرون أن العمرة في أشهر الحج

          737- قال ☺ (1): وعَن طَاوُسٍ، عَن ابن عَبَّاسٍ قالَ: كَان أهلُ الجاهليَّةِ يَرَوْنَ أَنَّ العمرَةَ فِي أشهر الحجِّ من أفجر الفُجُور فِي الأَرْضِ، وَكَانُوا يجعلون المحرَّمَ صَفرَ(2)، وَيَقُولُونَ: إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ، وَعَفا الأَثرُ، وانسَلَخَ صَفَرُ، حلَّتِ العمرَةُ لمن اعْتَمَر. فَقدِمَ رَسُولُ الله صلعم وَأَصْحَابُه صَبِيحَةَ رابعةٍ _يعني من ذي الحجَّةِ_ مُهلِّينَ بِالحجِّ(3)، فأَمَرَهُم النَّبِيُّ صلعم أَن يَجعلُوهَا عُمْرَةً، فتَعَاظَمَ ذَلِك عِنْدَهم، فقالوا: يَا رسُولَ الله، أَيُّ الحِلِّ؟ قالَ: «الحِلُّ كُلُّهُ». [خ¦3832]


[1] قوله: «قال ☺ » ليس في (ح) و(د).
[2] جاء في هامش (ح): «حاشية: قوله: (وكانوا يجعلون المحرم صفر): كانوا يسمون المحرّم صفر، ويحلونه وينسؤون المحرم أي يؤخرونه بعد صفر لئلا تتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم تضيق بها الأمور عليهم ويجعلون المحرم صفر، ويجعلون المحرم صفر: يعني النسيء، فردّ الله تعالى بذلك عليهم، فقال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} الآية، ومعنى برأ الدبر: يريدون دبر ظهور الإبل عند انصرافها من الحج، كانت تدبرنا لنسير عليها إلى الحج، وعفا الأثر معناه محي ودرس، ويكون عفا أيضًا بمعنى كثر وهو من الأضداد أيضًا، قال الله تعالى: {حَتَّى عَفَواْ} أي كثروا ويروى عفا الوبر، قال الخطابي: عفا الأثر أي أثر الدبر، وقال في عفا الوبر: أي طر وكثر».
[3] قوله: «بالحج»: ليس في (ح).