الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس

          830- قال ☺ (1): وعَنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ العَدَوِيِّ: أَنَّهُ قالَ لِعَمْرِو(2) بنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ البُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلعم الغَدَ مِنْ(3) يَوْمِ الفَتْحِ، سَمِعَتْهُ(4) أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ: أَنَّهُ حَمِدَ اللهَ تعالى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ تعالى وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ(5) لقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلعم فِيهَا، فَقُولُوا(6): إِنَّ اللهَ تعالى أَذِنَ لِرَسولِهِ عليه السَّلامُ وَلَمْ يَأذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، فيُبَلِّغ(7) الشَّاهِدُ الغَائِبَ». فَقيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَا قالَ لَكَ عَمْرُو بنُ سعيدٍ؟ قالَ(8): قالَ: أَنَا(9) أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الحَرَمَ لَا يُعِيذُ(10) عَاصِيًا، وَلا فَارًّا بِدَمٍ، وَلا فَارًّا بِخَرِبَةٍ(11)». [خ¦4295]


[1] قوله: «قال ☺ » ليس في (ح) و(د).
[2] في (د) و(ح): «لعمر».
[3] قوله: «الغد من» ليس في (ح) و(د).
[4] في (ح) و(د): «سمعت».
[5] في هامش الأصل: «ترخص: يطلب الرُّخصة»، وفي (د): «يرخص».
[6] في (ح): «فقالوا».
[7] في (ح) و(د): «فَلْيُبَلِّغِ».
[8] قوله: «قال» غير مكرر.
[9] في (ح) و(د): «فإني».
[10] في هامش الأصل: «العوذ أمان».
[11] في هامش (ح): «حاشية: قوله: ولا فارًا بخربة: بفتح الخاء وبالراء والباء بواحدة، فسره بعضهم بالسرقة، وقال الخليل: هو مشتق من الخارب، وهو اللص المفسد في الأرض، والخربة: الفساد في الدين».