الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: أكنت طفت ليالي قدمنا

          734- وعن الأسودِ عن عائشةَ قالتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلعم ولَا نُرَى إِلَّا إِنَّمَا هُوَ الحجُّ، فَلمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صلعم طَافَ بالبيتِ فَلَمْ يَحِلَّ، وَكَانَ مَعَهُ الهَدْيُ، وَطَافَ مَنْ كان مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ. فلمَّا كانَ يومُ التَّرويةِ(1) حَاضَتْ هِيَ، فَقَضَيْنَا مَنَاسِكَنَا مِنْ حَجِّنَا، فَلَمَّا كَانَ يَومُ النَّفْرِ(2) قالتْ: ونَزَلْنَا الْحَصْبَةَ(3). قالتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ الله، أَكلُّ أَصْحَابِكَ يَرْجِعُ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ غيري؟ قالَ: «أَكُنْتِ طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا؟» قُلْتُ: لا. قالَ: «فانْطَلِقِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي(4) بِعُمْرَةٍ، وإنَّ مَوْعِدَكِ مَكَانُ كَذَا وَكَذَا(5)». قالتْ: وَحَاضَتْ صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ، فقال رَسُولُ الله صلعم: «عَقْرَى، حَلْقَى(6)، إِنَّكِ حَابِسَتُنَا، أَمَا كُنْتِ طُفْتِ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالتْ: بَلَى. قالَ: «لا(7) بَأسَ»، قالتْ: فَلَقِيتُ رَسُولَ الله صلعم مُدْلِجًا(8) وَهُوَ مُصْعِدٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنَا مِنْها(9) مُنْهَبِطَةٌ، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ وهو مُنْهَبِطٌ. [خ¦1561]


[1] جاء في هامش (ح): «قوله: (فلما كان يوم التروية)، يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمِّيَ بذلك لأنَّ قريشًا كانت تحمل الماء من مكة إلى منى للحجاج، تسقيهم وتطعمهم فيرووا منه».
[2] جاء في هامش الأصل: «النفر: الرجوع».
[3] جاء في هامش (ح): «قولها: ونزلنا الحصبة: بسكون الصاد، أي ليلة النزول بالمحصّب، كما جاء في الرواية الأخرى، والمحصب موضع بين مكَّة ومنى وهو إلى منى أقرب، وإليها يضاف».
[4] في الأصل: «أهلي فأهلي» مكررة.
[5] قوله: «وكذا»: ليس في (ح) و(د).
[6] جاء في هامش الأصل: «عقرى: أي عقرها الله، حلقى: أي حلقها الله، العقرى دعاء سوء لا يراد به الوقوع، حلقى: أي أصابها بوجع في حلقها»، وجاء في هامش (ح): «قوله لصفية: (عقرى حلقى)، قال الإمام مالك: معناه عقرها الله وأصابها بوجع في حلقها، وهذا ظاهره الدعاء عليها، وليس بدعاء في الحقيقة، وهذا من مذهبهم معروف، قال أبو عبيد: صوابه عقرًا حلقًا لأن معناه عقرها الله عقرًا، قال غيره: مثل سقاه الله سقيًا ورعاه رعيًا، وقيل: عقرًا أي جعلها الله عاقرًا، وحلقًا: من قولهم: حلقت المرأة قومها بشؤمها، وقيل: عقرًا حلقًا بغير تنوين صواب، لأن معناه جعلها الله كذلك، فالألف للتأنيث: مثل غضبى وحبلى، وقيل: هي كلمة تقولها اليهود للحائض، قال الأصمعي: العرب تقول: أصبحت أمه حالقًا أي ثاكلًا، وقيل: ثكلى فتحلق أمه رأسها، وقيل: عاقر لا تلد، قال الداودي: معناه أنت طويلة اللسان لما كلمته بما يكن، مأخوذ من الحلق الذي منه خروج الصوت، كذلك عقرى مثله من العقيرة، وهذا تفسيرٌ خرج عن قول جميعهم لغة ومعنى، وعن مقتضى الحديث ومفهومه».
[7] في (د): «فلا».
[8] جاء في هامش الأصل: «الإدلاج: السير في أول الليل، والإدلاج السير في آخر الليل».
[9] قوله: «منها»: ليس في (ح) و(د).