تغليق التعليق

باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}

          ░56▒ قولُهُ في باب قول الله تعالى: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصّافات:96] .
          وقال ابن عُيينة: بَيَّنَ الله الخلق من الأمر لقوله تعالى: {أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54] وسمَّى النَّبيُّ صلعم الإيمان عملًا.
          وقال أبو ذرٍّ وأبو هريرة: سُئِلَ النَّبيُّ صلعم أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: «إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ».
          أمَّا قول ابن عُيينة؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أحمد بن أصرم المُزنيُّ: حدَّثنا يعقوب بن دينار: حدَّثنا بشَّار بن موسى قال: كنَّا عند سفيان بن عُيينة، فقال سفيان: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54] فالخلق: هو الخلق، والأمر: هو الكلام، قال: وكتب إليَّ عبَّاد بن الوليد الغبريُّ قال: كتب إليَّ نعيم بن حمَّاد: سمعت سفيان بن عُيينة وسُئِلَ عن القرآن: أمخلوق هو؟ فقال: يقول الله ╡: {أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ}ألا ترى كيف فرَّق بين الخلق وبين أمره، فأمره كلامه، فلو كان كلامه مخلوقًا؛ لم يفرِّق بين(1) خلقه وكلامه.
          وأمَّا تسمية الإيمان عملًا؛ فتقدَّم قريبًا.
          وأمَّا حديث أبي ذرٍّ؛ فأسنده المؤلِّف في (العتق) من حديث عروة بن الزُّبير عن أبي مراوح، عنه في حديث.
          وأمَّا حديث أبي هريرة؛ فأسنده المؤلِّف في (الإيمان) وفي (الحجِّ) من طريق الزُّهريِّ عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة في حديث.
          قولُهُ فيه: وقال وفد عبد القيس للنَّبيِّ صلعم: مُرنا بِجُمَلٍ من الأمر... إلى آخره.
          أسنده في الباب.


[1] في المخطوط: (عن).