تغليق التعليق

باب: {وكان عرشه على الماء}

          ░22▒ قولُهُ: باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود:7] .
          وقال أبو العالية: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة:29]: ارتفع، {فَسَوَّاهُنَّ} [البقرة:29] : خلقهنَّ.
          وقال مجاهد: {استَوَى}: علا [على] العرش.
          وقال ابن عبَّاس: المجيد: الكريم، والودود: الحبيب.
          أمَّا قول أبي العالية؛ فقال أبو جعفر الطَّبريُّ في «تفسيره»: حدَّثنا محمَّد: حدَّثنا أبوبكر بن عيَّاش عن حُصَيْن، عن أبي العالية.
          وأنبأنا محمَّد بن أحمد بن عليٍّ، عن يونس بن أبي إسحاق، عن عليِّ بن الحسين: أنَّ محمَّد بن ناصر كتب إليهم: أخبرنا عبد الرَّحمن بن محمَّد بن إسحاق بن محمَّد بن يحيى: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الواحد الشَّيبانيُّ: حدَّثنا أبو بكر الشَّافعيُّ: حدَّثنا يعقوب بن إسحاق القزوينيُّ: حدَّثنا محمَّد بن سعيد بن سابق: حدَّثنا أبو جعفر بن عيسى بن ماهان الرَّازيُّ عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله تعالى: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة:29] قال: ارتفع، وفي قوله تعالى: {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة:29] قال: خلقهنَّ.
          وأمَّا قول مجاهد؛ فقال الفِرْيابِيُّ في «تفسيره»: حدَّثنا ورقاء عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ} [الأعراف:54] قال: علا على العرش.
          وأمَّا قول ابن عبَّاس؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح عن عليٍّ، عن ابن عبَّاس في قوله: {ذُو العَرْشِ المَجِيدُ} [البروج:15] قال: الكريم، وبه في قوله: {الوَدُودُ} [البروج:14] قال: الحبيب.
          قولُهُ فيه: حدَّثنا موسى عن إبراهيم: حدَّثنا ابن شهاب عن عبيد بن السَّبَّاق. [خ¦7425]
          وقال اللَّيث: حدَّثني عبد الرَّحمن بن خالد عن ابن شهاب، عن ابن السَّبَّاق: أنَّ زيدَ بن ثابت حدَّثه قال: أرسل إليَّ أبو بكر، فتتبعت القرآن...؛ الحديث.
          تقدَّم الكلام عليه في تفسير (براءة).
          قولُهُ: فيه عَقِبَ حديث أبي سعيد عن النَّبيِّ صلعم قال: «النَّاسُ يُصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِذَا أَنَا ِبمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ». [خ¦7427]
          وقال الماجشون عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلعم قال: «فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ». [خ¦7428]
          أخبرنا أبو الفرج عبد الرَّحمن بن أحمد الغزيُّ قراءةً عليه: أخبرنا أحمد بن منصور الجوهريُّ: أخبرنا أبو الحسن بن البخاريِّ: أخبرنا أبو المكارم اللَّبان في كتابه: أخبرنا أبو عليٍّ الحدَّاد: أخبرنا أبو نعيم: حدَّثنا عبد الله بن جعفر: حدَّثنا يونس بن حبيب: حدَّثنا أبو داود سليمان بن داود الطَّيالسيُّ: حدَّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة _هو الماجشون_ عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ أَوْ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ...»؛ الحديث.
          هكذا رواه أبو داود الطَّيالسيُّ في «مسنده»، وزعم أبو مسعود الدِّمشقيُّ في «الأطراف»، وتبعه جماعة من المتأخِّرين أنَّ(1) الماجشون إنَّما رواه عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
          هكذا أخرجه البخاريُّ في (أحاديث الأنبياء)، ومسلم في (الفضائل)، والنَّسائيُّ في (التَّفسير) من حديث عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة مطوَّلًا، وفي أوَّله قصَّة اليهوديِّ في قوله: لا، والذي اصطفى موسى على البشر، ولَطْمِ الرَّجل المسلم له، وشكوى اليهوديِّ إلى النَّبيِّ صلعم [ذلك] ، وقول النَّبيِّ صلعم: «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فإنهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ مِمَّنْ صَعِقَ، أَوْ جُوْزِي بِصَعْقَةِ الطُّورِ».
          وقال بعض من اعترض على أبي عمرو بن الصَّلاح(2) في قوله: إنَّ البخاريَّ إذا علَّق الحديث بصيغة الجزم؛ كان حكمًا منه بالصِّحَّة إلى من علَّق الحديث.
          قال المعترض: قد(3) علَّق هذا هنا بالجزم، وهو غلط، وكلُّ هؤلاء لم يعلموا أنَّ لعبد الله ابن الفضل فيه شيخين، رواه تارة عن هذا وتارة عن هذا، بدليل رواية أبي داود الطَّيالسيِّ التي أسلفناها، والله الموفق للصَّواب، وكأنَّ الرِّوايتين ثابتتان إلَّا أنَّ رواية من رواه عن الأعرج أقوى؛ ولهذا وصلها البخاريُّ وعلَّق هذه، والله أعلم.


[1] في المطبوع: (أو).
[2] هو مغلطاي في «إصلاح ابن الصلاح».
[3] (قد): ليس في المطبوع.