تغليق التعليق

باب قول الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}

          ░43▒ قولُهُ في باب قول الله ╡: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة:16] .
          وقال أبو هريرة(1) عن النَّبي صلعم: «قَالَ اللهُ ╡: أَنا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ».
          هذه الجملة وهي قوله: «وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ» ممَّا لم يخرِّجه البخاريُّ في موضع آخر من «صحيحه»، وهو مشهور من حديث كريمة بنت الحسحاس، عن أبي هريرة.
          قال الإمام أحمد في «مسنده»: حدَّثنا عليُّ بن إسحاق: أخبرنا عبد الله _هو ابن المبارك_ عن عبد الرَّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل_هو ابن عبيد الله_ عن كريمة قالت: حدَّثنا أبو هريرة ونحن في بيت هذه _تعني: أمَّ الدَّرداء_: أنَّه سمع رسول الله صلعم يقول:. .. ؛ فذكره.
          ورواه أحمد أيضًا عن يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر به.
          وروى البخاريُّ في كتاب (خلق أفعال العباد) عن الحُمَيْدِيِّ، عن الوليد نحوه.
          ورواه أحمد أيضًا عن أبي المغيرة، ومحمَّد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أمِّ الدَّرداء، عن أبي هريرة.
          وهكذا رواه ابن ماجه من حديث محمَّد بن مصعب.
          وكذا رواه الحاكم في «المستدرك» من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعيِّ.
          وهكذا رواه يحيى بن عبد الله البابلتيُّ عن الأوزاعيِّ.
          ورواه ابن حبَّان في «صحيحه» من طريق أيُّوب بن سويد عن الأوزاعيِّ، عن إسماعيل، عن كريمة، عن أبي هريرة.
          ورُويَ عن عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعيِّ، عن إسماعيل، عن أمِّ الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء، وهو المحفوظ عن الأوزاعيِّ، وأنَّه كان يَهِمُ بذكر أبي الدَّرداء فيه، والصَّواب قول من قال عن إسماعيل، عن كريمة، عن أبي هريرة، وسبب الاشتباه على من رواه عن إسماعيل، عن أمِّ الدَّرداء، كون أبي هريرة حدَّث به كريمة، وهو في بيت أمِّ الدَّرداء، ويحتمل مع ذلك أن تكون أمُّ الدَّرداء حدَّثت به إسماعيل أيضًا كما حدَّثته(2) به كريمة، فلا يكون هناك وهم، والأوَّل أقعد بطريقة المحدِّثين، والله أعلم.
          وممَّا يُقَوِّي رواية عبد الرَّحمن بن يزيد موافقة ربيعة بن يزيد الدِّمشقيِّ له فيه، فرواه البيهقيُّ في (الدَّعوات) من طريق إدريس بن يحيى الخولانيِّ عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد الدِّمشقيِّ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: دخلت على أمِّ الدَّرداء، فلما سلَّمتُ؛ جلست فسمعت كريمة بنت الحسحاس المزنيَّة _وكانت من صواحب أمِّ الدَّرداء_ تقول: سمعت أبا هريرة وهو في بيت هذه، تُشير إلى أمِّ الدَّرداء، يقول: سمعت أبا القاسم صلعم يقول: «إِنَّ اللهَ ╡ قَالَ: أَنا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ» قال البيهقيُّ: تابعه إسحاق بن بكر عن أبيه.
          قال البيهقيُّ: حدَّثنا أبو عبد الله الحافظ ومحمَّد بن موسى قالا: حدَّثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب: حدَّثنا إبراهيم بن منقذ: حدَّثنا إدريس بن يحيى، فذكره.
          قلتُ: وقد وقع لي حديث الوليد بن مسلم عن ابن جابر، عاليًا.
          قال الطَّبرانيُّ في «الدُّعاء» له: حدَّثنا ابراهيم بن محمَّد بن عرق: حدَّثنا عمرو بن عثمان: حدَّثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلعم: «قال اللهُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا مَا هُوَ ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ».
          قرأته على فاطمة بنت المنجى بدمشق، عن سليمان بن حمزة: أنَّ إسماعيل بن ظفر أخبرهم: أخبرنا محمَّد بن أبي زيد الكُرانيُّ: أخبرنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرفيُّ: أخبرنا ابن فاذشاه: أخبرنا الطَّبرانيُّ؛ فذكره. /
          [قولُهُ قُبيل باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} [المائدة:67] عَقِبَ حديث «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ». رواه الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سفيان](3) .


[1] كتب فوقها في المخطوط: (أق حدكم).
[2] في المطبوع: (حدثت).
[3] ما بين معقوفين جاء في الهامش، ثم كتب عنده: (يحرر لِمَ أغفله شيخنا المصنِّف، ☼).