المتواري على أبواب البخاري

باب إمامة المفتون والمبتدع

          ░56▒ باب إمامة المفتون والمبتدع
          وقال الحسن: «صلِّ وعليه بدعته».
          65- فيه عبيد(1) الله بن عَديِّ بن الخِيَار: «أنَّه دخل على عثمان ☺وهو محصورٌ، فقال: إنَّك إمام عامَّةٍ (ونزلَ بك ما ترى)، ويصلِّي لنا إمامُ فتنةٍ ونَتَحَرَّجُ؟ فقال: الصَّلاةُ أحسنُ ما يَعملُ النَّاس، فإذا أحسن النَّاس(2) فأَحسِن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم». [خ¦695].
          وقال الزُّهريُّ: «لا نرى أن يُصلَّى(3) خلف المخنَّث إلَّا من / ضرورةٍ لا بدَّ منها».
          66- وفيه أنس بن مالك: قال النَّبيُّ صلعم لأبي ذرٍّ: «اسمع وأطع ولو لحبشي كأنَّ رأسه زبيبةٌ». [خ¦696].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قلتَ: ما وجه مطابقة الحديث الآخر للتَّرجمة، وهل وَصَف الإمام [فيه] إلَّا بكونه حبشيّاً، فأين هذا من كونه مفتوناً أو مبتدعاً؟ قلتُ: السِّياق يرشد إلى إيجاب طاعته، وإن كان أبعدَ النَّاس عن أن يطاع؛ لأنَّ مثل هذه الصِّفة إنمَّا توجد في أعجميٍّ حديث العهد دخل(4) في الإسلام، ومثل هذا في الغالب لا يخلو من نقصٍ في دِينه، لو لم يكن إلَّا الجهل اللَّازم لأمثاله وما يخلو الجاهل إلى هذا الحدِّ من ارتكاب البدعة واقتحام الفتنة، والله أعلم.
          ولو لم يكن إلَّا في افتنانه بنفسه حتَّى تقدَّم للإمامة، وليس من أهلها؛ لأنَّ لها أهلاً من الحسب والنَّسب والعلم، فتأمَّل ذلك.


[1] في (ت): «عبد».
[2] في (ت) و(ع): «فإذا أحسنوا».
[3] في (ت) و(ع): «وكان الزهري لا يرى الصلاة».
[4] في (ت) و(ع): «دخيل».