المتواري على أبواب البخاري

باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد

          ░17▒ باب من قال: ليُؤذِّن في السُّفر مؤذِّنٌ واحدٌ
          60- فيه مالك بن الحُويرِث قال: «أتيتُ النَّبيَّ صلعم في نفرٍ من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، وكان رحيماً رفيقاً، فلمَّا رأى شوقنا إلى أهلنا(1) قال: ارجعوا فكونوا فيهم، وعلِّموهم وصلُّوا، فإذا حضرت الصَّلاة فليؤذِّن لكم أحدكم، وليؤُمَّكم أكبركم». [خ¦628].
          [قلتَ رضي الله عنك:] ترجم على أذان المسافر وأتى بهذا الحديث، وإنَّما بيَّن لهم فيه حالهم إذا وصلوا أهلهم(2)، (وحينئذٍ)(3) قال: «فإذا حضرت الصَّلاة فليؤِّذن لكم أحدكم» غير أنَّ له ألَّا يجعل الكلام قاصراً على وصولهم إلى أهليهم، بل عامًّا في أحوالهم منذ خروجهم من عنده.
          وفائدة التَّرجمة: التَّنبيه على أنَّ واحداً من المسافرين يكفي أذانه دون بقيَّة الرِّفقة؛ لئلَّا يتخيَّل أنَّه لا يكفي الأذان إلَّا من جميعهم، وقد قال في الحديث المذكور في التَّرجمة الثَّانية بعد هذه أنَّه قال للرَّفيقين(4): «أذِّنَا وأقيما»، فبيَّن بهذه الترجمة أنَّ التَّعدُّد ليس شرطاً.


[1] في (ت) و(ع): «أهلينا».
[2] في (ع): «إلى أهلهم».
[3] ليست في (ت).
[4] في (ز): «للفريقين».