المتواري على أبواب البخاري

باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا؟وهل يلتفت في الأذان؟

          ░19▒ باب هل يُتبع المؤذِّنُ فاه هاهنا وهاهنا؟ وهل يلتفت في الأذان؟
          ويذكر عن بلال أنَّه جعل اصبعيه في أذنيه.
          وكان ابن عمر لا يجعل اصبعيه في أذنيه.
          وقال إبراهيم: «لا بأس أنْ يؤذِّن على غير وضوء».
          وقال عطاء: «الوضوء حقٌّ وسُنَّة».
          وقالت عائشة: «كان النَّبيُّ صلعم يذكر الله على كلِّ أحيانه».
          61- فيه أبو جُحيفة: «أنَّه رأى بلالاً يؤذِّن فجعَلتُ أتتبَّع(1) فاه هاهنا وهَاهنا بالأذان». [خ¦634].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قلتَ: ما وجه إدخاله تحت هذه التَّرجمة الأذان على غير وضوء؟ وما المناسبة؟ قلتُ: أراد أن يحتجَّ على جواز / الاستدارة وعدم اشتراط استقبال القبلة في الأذان، فإنَّ المُشتَرِط لذلك ألحقه بالصَّلاة، فأبطل (علَّة) هذا الإلحاق بمخالفته لحكم الصَّلاة في الطَّهارة، فإذا خالفها في الطَّهارة _وهي إحدى شروطها(2)_ آذن ذلك بمخالفته لها في الاستقبال وبطريق الأولى، فإنَّ الطَّهارة أَدْخلُ في الاشتراط من الاستقبال، ويؤيِّد هذا النَّظر أنَّ بعضهم قال: يستدير عند (حيَّ على الصَّلاة)؛ (لأنَّ هذه الكلمة ليست ذكراً وإنَّما هي خطابٌ للنَّاس فبعدت عن شبه الصَّلاة)(3) فسقط اعتبار الاستقبال فيها، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «أتبع».
[2] في (ع): «شرائطها».
[3] ليست في (ع).