المتواري على أبواب البخاري

باب الدين يسر

          ░29▒ باب الدِّين يسرٌ، وقوله صلعم : «أحبُّ الدِّين إلى الله الحنيفيَّة السَّمحة»
          2- فيه أبو هريرة: قال النَّبيُّ صلعم : «إنَّ الدِّين يسرٌ(1)، ولن يُشادَّ الدِّين(2) إلَّا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرَّوحة وشيءٍ من الدُّلْجَة». [خ¦39].
          قال (الشَّيخ) ☺: إن قال قائلٌ: أين موضع «أحبُّ الدِّين إلى الله الحنيفيَّة السَّمحة» من الحديث الذي ذكره في الباب؟ قيل له: إنَّ لفظ التَّرجمة في الحديث لم يوافق شرط البخاريِّ، فلمَّا وافقه حديث الباب بمعناه نبَّه عليه في التَّرجمة، يعني أنَّه إن فات صحَّة لفظه، فمعناه صحيح بهذا الحديث الذي ذكره مسنداً.
          ومقصوده من التَّرجمة وحديثها التَّنبيه على أنَّ الدِّين يقع على الأعمال؛ لأنَّ الذي يتَّصف باليسر والشِّدة إنَّما هي الأعمال دون التَّصديق.
          وقد فسَّر الأعمال في الحديث بالغدوة والرَّوحة وشيءٍ من الدلجة، وكنَّى بهذه الفعلات عن الأعمال في هذه الأوقات، كقوله: {أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ} [هود:114].
          وقال: «وشيءٍ من الدُّلجة» ولم يقل: «والدُّلجة» لمشقة(3) عمل اللَّيل، فندب إلى حظٍّ منه وإن قلَّ، أو لأنَّ الدُّلجة سير اللَّيل كلِّه، وليس القيام المحثوث عليه مُستَوعباً للَّيل، وإنَّما هو أخذٌمنه على اختلافهم في القَدْر المأخوذ، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «الدين يسر».
[2] زاد في (ع): «أَحَدٌ».
[3] في (ع): «لثقل».