المتواري على أبواب البخاري

باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى

          ░41▒ باب ما جاء (في)(1) الأعمال بالنيَّة والحِسبة ولكلِّ امرئ ٍما نوى
          فدخل فيه الإيمان(2) والوضوء والصَّلاة والزَّكاة والصِّيام والحجُّ(3) والأحكام، وقال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84]، (قال)(4): «على نيَّته».
          قال(5) النَّبيُّ صلعم : «ولكن جهادٌ ونيَّةٌ».
          11- فيه عمر: قال النَّبيُّ صلعم : «الأعمال بالنِّيَّة، ولكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا(6) يصيبها أو امرأةٍ يتزوَّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه». [خ¦54].
          12- وفيه ابن(7) مسعودٍ: قال النَّبيُّ صلعم : «إذا أنفق الرجلُ على أهله وهو يحتسبها فهو له صدقةٌ». [خ¦55].
          13- وفيه سعدٌ: قال النَّبيُّ صلعم : «إنَّك لن تنفق نفقةً تبتغي بها(8) وجه الله إلَّا أُجرْتَ بها حتَّى ما تجعل في فِي امرأتك». [خ¦56].
          قلتُ(9): المرجئة تزعم أنَّ المُعتَبر الإيمانُ باللِّسان، ولا حظَّ للقلب فيه، فردَّ عليهم باعتبار نيَّة القلب في الأعمال مطلقاً، فدخل الإيمان وغيره من العبادات.


[1] في (ت) و(ع): «أن».
[2] في هامش (ت): «سؤالٌ: الإيمان بالله مرتب على معرفة الله، فمن عرفه فقد حصل له الإيمان به، وصحَّ اتصافه بأنَّه مؤمن، فكيف يصح أن يكون ممَّا يُنوى وتحصيل الحاصل محالٌ، والجواب وهو أنَّ أدلة الإيمان عقلية وسمعية، فالعقلية (يصحُّ حصولها) بغير نية، والسمعية هي التي بعد تصورها (...) بوجوبها يفتقر القائم به حينئذ إلى النية، (فاعلم هذه) المسئلة السنيَّة التي كان أهل الفضل يرحلون (لأجلها) على الأماكن العصيَّة، ويصابرون المشاق (مع) يسر الإنفاق، وما هي إلَّا هممٌ عليَّة عن عناية (...) الأبدية في الجنة المرضيَّة، والله الموفق للفرقة المهديَّة».
[3] في (ت): «والحج والصيام».
[4] ليست في (ع).
[5] في (ت): «وقال».
[6] في (ت) و(ع): «لدنيا».
[7] كذا في جميع الأصول: «ابن»، ورواية الصحيح: (أبو).
[8] في (ت): «فيها».
[9] في (ت) و(ع): «قال الفقيه ☺».