المتواري على أبواب البخاري

باب زيادة الإيمان ونقصانه

          ░33▒ بابُ زيادة الإيمان ونقصانه، وقوله تعالى: ({وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف:13]، {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} [المدثر:31]) {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]، فإذا تُرِكَ شيء(1) من الكمال فهو ناقص
          6- فيه أنسٌ: قال النَّبيُّ صلعم : «يَخرجُ من النَّار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن شَعِيرةٍ من خيرٍ، ويَخرُج من النَّار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن بُرَّة ٍمن خيرٍ، ويَخرُج من النَّار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن ذرَّةٍ من خيرٍ». [خ¦44].
          7- وفيه عمر: «أنَّ رجلاً من اليهود قال (له): يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم (تقرؤونها) لو علينا (معشر اليهود) نَزَلَت لاتَّخذنا ذلك اليوم عِيداً، قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}»[المائدة:3] وذكر الحديث. [خ¦45].
          قلتُ: في(2) الآية تصريحٌ(3) بإكمال الدِّين، وتصوُّر إكماله يقتضي تصوُّر نقصانه، ولا يُحمَل على التَّوحيد؛ لأنَّه كان / كاملاً قبل نزول هذه الآية.
          وأمَّا الحديث فوجه دلالته أنَّه فَاوَتَ بين الإيمان القائم بالقلب، ولو كان هو التَّصديق خاصَّةً لكان واحداً.


[1] في (ت) و(ع): «تَرَك شيئاً».
[2] في (ت) و(ع): «قال سيدنا الفقيه ☺: في...».
[3] في (ز): «صريح».