المتواري على أبواب البخاري

باب تفسير ترك الخطبة

          ░46▒ باب تفسير ترك الخطبة
          402- فيه ابن عمر: «(أنَّ عمر)(1) حين تأيَّمت حفصة لقي أبا بكر، فقلت(2): إن شئت أنكحك(3) حفصة، فلبثت ليالي، ثمَّ خطبها النبيُّ صلعم ، فلقيني أبو بكر فقال: إنَّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ إلَّا أنِّي قد علمت أنَّ النبيَّ(4) صلعم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول الله صلعم ، ولو تركها لقبلتها». [خ¦5145].
          [قلتَ رضي الله عنك:] تقدَّم له (النهي عن الخطبة على خطبة أخيه حتَّى ينكح أو يدع) وذكر هاهنا في (تفسير ترك الخطبة) حديث حفصة، فأورد الشارح (عليه)(5) أنَّه لم يكن صلعم أعلم عمر بالخطبة فضلاً عن التراكن، فكيف توقَّف أبو بكر عن الخطبة أو قبولها من الوليِّ؟ وأجاب بأنَّ أبا بكر علم أنَّ عمر يجيب النبيَّ صلعم ويرغب إلى ذلك، فكأنَّه قد حصل التراكن بلسان الحال، فلهذا امتنع، وبنى الشارح الأمر على أنَّ البخاريَّ إنَّما ترجم على هذا التنزيل، والظاهر عندي أنَّه أراد أن يحقِّق امتناع الخطبة بامتناع أبي بكر هذا، ولم ينبرم الأمر من(6) الخاطب والوليِّ، فكيف لو تراكنا؟ وكأنَّه من البخاريِّ استدلالٌ بالأَولى(7)، والله أعلم.


[1] ليست في (ع).
[2] في (ع): «لقي عمر أبا بكر قال: فقلت».
[3] في (ت): «أنكحتك».
[4] في (ع): «رسول الله».
[5] ليست في (ع).
[6] في (ع): «عن».
[7] في (ع): «بأولى».