المتواري على أبواب البخاري

باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟

          ░44▒ (باب)(1) ما يُستحبُّ للعالم إذا سُئل: أيُّ النَّاس أعلم؟ أن يَكِل العلم إلى الله ╡
          23- فيه ابن عبَّاسٍ: «حدَّثنا(2) أُبيُّ بن كعبٍ قال: قام موسى (النَّبيُّ)(3)(4) خطيباً في بني إسرائيل، فسُئل: أيُّ النَّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعَتَبَ الله عليه إذ لم يردَّ العلم إليه، فأوحى الله إليه أنَّ عبداً من عبادي بمَجْمَع البحرين هو أعلم منك، قال: يا رب، وكيف(5) به؟ فقيل له: احْمِل حوتاً في مِكْتلٍ، فإذا فقدته فثَمَّ هو(6)، فانطلق معه فتاه يوشع بن نون، وحملا حوتاً في مكتلٍ، حتَّى كانا عند الصَّخرة وضعا رؤوسهما فناما، فانسلَّ الحوت من المكتل فاتَّخذ سبيله في البحر سرباً...» وذكر الحديث. [خ¦122].
          قال الفقيه وفَّقه الله: ظنَّ الشَّارح أنَّ المقصود من الحديث التَّنبيه على أنَّ الصَّواب من موسى كان ترك الجواب، وأن يقول: (لا أعلم)، وليس كذلك، بل ردُّ العلم إلى الله متعيِّنٌ أجاب أو لم يجب، فإن أجاب قال: (الأمر كذا والله أعلم)، وإن لم يجب قال: (الله أعلم)، ومن ههنا(7) تأدَّب المُفْتون في أجوبتهم بقولهم(8): (والله أعلم)، فلعلَّ موسى لو قال: (أنا واللهُ أعلم)، لكان صواباً، وإنَّما وقعت المؤاخذة باقتصاره على قوله: (أنا أعلم)، فتأمَّله.


[1] ليست في (ع).
[2] في (ع): «عن»، وليست في (ت).
[3] ليست في (ع).
[4] في (ت): « صلعم ».
[5] في (ت): «كيف».
[6] في (ت) و(ع): «فهو ثم».
[7] في (ع): «هنا».
[8] في (ع): «بقوله».