المتواري على أبواب البخاري

باب فضل من علم وعلم

          ░20▒ باب فضل من عَلِمَ وعلَّمَ
          18- فيه أبو موسى: قال النَّبيُّ صلعم : «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقيَّةً قَبِلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادِبُ أمسكت الماء فنفع الله بها النَّاس، فشربوا وسَقَوا وزرعوا، وأصاب منها طائفةً أخرى، إنَّما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فَعِلمَ وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدَى الله الذي أُرسلت به»، وقال إسحاق: «قيَّلت الماء» مكان: «قبلت». [خ¦79].
          قلتُ(1): إنْ قال قائلٌ: ما موقع فضل العلم والتَّعلم من الحديث؟ وإنَّما هو تمثيل للحالين؟ قيل له: قد شبَّه صاحب العلم في نفعه للخلق بالغيث، وشبَّه متحمِّل العلم في ذكائه بالأرض الطَّيِّبة المنبتة، وناهيك بهما فضلاً.


[1] في (ت) و(ع): «قلتَ رضي الله عنك».