[حديث: حِلُّوا وأصيبوا النِّساءَ]
1492 - مسلمٌ: عَنْ عطاءِ بنِ أبي رباحٍ قالَ: سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ في ناسٍ معي، قالَ: أهْلَلْنا أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالحجِّ خالصًا وحدَهُ، قالَ عطاءٌ: قالَ جابرٌ: فقدِمَ رسولُ الله ^[1] صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم صبحَ رابعةٍ مضتْ مِنْ ذي الحجَّةِ، فأمَرَنا أنْ نحِلَّ، قالَ عطاءٌ: قالَ: «حِلُّوا وأصيبوا النِّساءَ»، قالَ عطاءٌ: ولم يعزمْ عليهم، ولكنْ أحلَّهُنَّ ^[2] لهم، قالَ: فقلْنا: لمَّا لمْ يكنْ بيننا وبينَ عرفةَ إلَّا خمسٌ؛ أمرنا أنْ نفْضِيَ إلى نسائنا، فنأتيَ عرفةَ تقطرُ مذاكيرنا المَنِيَّ، قالَ: يقولُ جابرٌ بيدهِ، كأنِّي أنظرُ إلى قولهِ بيدهِ يحرِّكها، قالَ: فقامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فينا، فقالَ: «قد علمتمْ أنِّي أتقاكمْ للهِ وأصدقُكمْ، وأبرُّكمْ، ولولا هديي ^[3] لحلَلْتُ كما تحلُّونَ، ولو استقبلتُ مِنْ أمري مَا استدبرتُ، لمْ أسُقِ الهديَ، فحِلُّوا» فحَلَلْنا وسمِعْنا وأطعْنا، قالَ عطاءٌ: قالَ جابرٌ: فقدمَ عليٌّ مِنْ سِعايتهِ، فقالَ: «بمَ أهللتَ؟» قالَ: بما أهلَّ ^[4] بِهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالَ [لهُ] ^[5] رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
ج2ص236
«فَأهْدِ وامكُثْ حرامًا» قالَ: وأهدى لهُ عليٌّ هديًا، فقالَ سراقةُ بنُ مالكِ بن جُعشُمٍ: يا رسولَ اللهِ؛ لعامِنا هذا أم للأبدٍ ^[6] ؟ فقالَ ^[7] : «للأبَدٍ ^[8] ».
وقالَ البُخاريُّ: فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالَ: «بلغني أنَّ أقوامًا يقولونَ كذا وكذا، والله لأنا أبرُّ وأتقى للهِ عزَّ وجلَّ مِنْهم، ولو أنِّي استقبلتُ مِنْ أمري ^[9] . .. »؛ الحديثَ، ذكرَهُ في كتابِ الشركةِ مِنْ حديثِ جابرٍ، وابنِ عبَّاسٍ، وقالَ فيهِ: فجاءَ ^[10] عليٌّ، فقالَ أحدُهما يقولُ: لبَّيكَ بما أهلَّ بِهِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقالَ الآخرُ: لبَّيكَ بحجَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فأمره رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ يقيمَ على إحرامهِ، وأشركهُ في الهديِ. [خ¦2505]
لمْ يقلْ في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: وأهدى لهُ عليٌّ هَديًا، قالهُ في حديثِ جابرٍ خاصَّةً. [خ¦4352]
وقالَ فيهِ أيضًا: فقدمَ عليٌّ مِنَ اليمَنِ ومعهُ الهَديُ، فقالَ: [بم] ^[11] أهللتَ؟ [قال] ^[12] : بما أهلَّ بِهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، [خ¦1651] ولم يقلْهُ في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ، ولا قالَ في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «فَأهْدِ وامكُثْ حرامًا» ذكرَهُ في طريقٍ مُنْقطِعٍ، [خ¦1557] وآخرَ مرسلٍ عَنْ جابرٍ خاصَّةً، [خ¦4352] وفي هذهِ الطَّريقِ قالَ: وأهدى لهُ عليٌّ هديًا، وإنَّما قالَ في حديثهما: فأمرهُ أنْ يقيمَ على إحرامهِ كما تقدَّمَ.
وقالَ في آخرَ مِنْ حديثِ جابرٍ: وأنَّ سُراقةَ بنَ مالكِ بنِ جُعْشُمٍ لقيَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالعَقَبةِ وهوَ يرميها، فقالَ: ألَكُم هذهِ خاصَّةً يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «لا ^[13] ، بل للأبَدِ» خرَّجَهُ في بابِ عمرةِ التَّنعيمِ. [خ¦1785]
ج2ص237
وقالَ في آخرَ: فقدِمَ علينا عليُّ بنُ أبي طالبٍ مِنَ اليمَنِ حاجًّا، فقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «بمَ أهللتَ؟ فإنَّ مَعَنا أهلَكَ» قالَ ^[14] : أهْلَلتُ بما أهلَّ بِهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، قالَ: «فأمْسِكْ فإنَّ مَعنا هديًا».

[1] في (ت) و(ح) و(ش): (النبي).
[2] في (ي): (أحلهم).
[3] في (ق): (هدي).
[4] في (ق) و(ي): (هلَّ).
[5] سقط من (ق) و(ي).
[6] في (ت) و(ح) و(ش): (ألعامنا هذا أم لأبدٍ).
[7] في (أ) و(ج) و(ك) و(ي): (قال).
[8] في (ت) و(ح) و(ش): (لأبدٍ).
[9] زيد في (أ) و(ك) و(ي): (ما استدبرت)، ثم زيد في (أ) و(ك): (ما أهديت).
[10] في (أ) و(ق) و(ك): (وجاء).
[11] زيادة من (ق) و(ي).
[12] زيادة من (ق) و(ي).
[13] سقط من (ت) و(ج) و(ح) و(ش).
[14] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (فقال).