الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

طبقات السماع التي نقلها تقي الدين السبكي رحمه الله
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

[طبقات السماع التي نقلها تقي الدين السبكي رحمه الله]
شاهدتُ في أصلهِ بخطِّ الشيخِ الإمامِ العالمِ الأوحدِ العلامةِ، مجموعِ الفضائل، تقيِّ الدِّينِ مُفتي المسلمينَ: أبي الحسنِ عليِّ بن عبدِ الكافي بن يحيى السبكيِّ الفقيهِ الشافعي (1) –أثابه الله تعالى- ما مثاله:
الشيخةُ ستُّ الوزراءِ ابنةُ الإمامِ العالمِ شمسِ الدِّينِ عمرَ بن القاضي العلامةِ وجيهِ الدينِ أسعدِ بن المُنجَّا التنوخي (2) ، مولدها سنة أربعٍ وعشرينَ وستمائة، سمعت صحيحَ البخاريِّ بكمالهِ، في سنة ثلاثينَ وستمائةٍ على ابنِ الزبيديِّ، وسماعُها موجودٌ في نسخةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ، بالمدرسةِ الضِّيائيةِ بسفحِ قاسيون.
الشيخُ شهابُ الدِّينِ أحمدُ بن أبي طالبِ بن أبي النُّعمِ نعمةُ بن حسنِ بن عليِّ بن بيانِ ابن الشحنةِ، الحَجَّارِ الصَّالحي (3) ، وأصله من دَيْرِ مُقْرِّنٍ من وادي بردى، مولده غير مُحَقَّقٍ لكنه أكبرُ من الشيخةِ المذكورةِ، بنحو سنتين أو ثلاث، ظهر اسمه في أوراقِ السامعينَ لصحيحِ البخاريِّ على ابن الزُّبيديِ، وهو جزءٌ موقوفٌ بالمدرسة الضِّيائيةِ، وليس له اسمٌ في الطبقةِ، فإن كاتبَ الطبقةِ كتبَ في آخرها: وبقي آخرون ممن له فوتٌ لم يتسعْ الوقتُ لتعيينهِ، وهو في الأوراقِ مكتوبٌ يُراجعها من أرادَ ذلك منهم، وصورةُ اسمه في الأوراقِ محمدٌ وأحمدُ وناصرٌ أولاد أبي طالبٍ الشحنةِ، وعليهم علاماتُ الحضور، ومكملةٌ وهي اثنانِ وعشرون علامةً، وعليهم بخطِّ كاتب الطبقةِ سيفِ الدينِ أحمدِ بن عيسى بن الشيخِ موفقِ الدِّينٍ، لا فوتٌ.
نقلَ ذلكَ من خطِّ مُفِيْدِهِ الحيِّ علمِ الدينِ البرزالي (4) ، وتحتهُ بخطِّ الشيخِ جمالِ الدِّينِ المزيِّ (5) ، صحيحُ جميعِ ما ذكره علم الدينِ ابن البرزالِي –أدام الله النفع به- وكتبَ يوسفُ المزي –عفا الله عنه-.
نقلَ ذلكَ من خَطَّيْهِمَا عليُّ السِّبكيُّ –عفا الله عنه-.
نقلهُ كهيئتهِ العبدُ محمدُ بن أبي القاسمِ بن إسماعيلَ بن محمدٍ الفارقيِّ، وذا خطُّهُ –رفقَ الله به- حامداً لله تعالى ومصلياً على نبيهِ ومُسَلِّمَاً.


[1] علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام ابن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار ابن سليم السبكي، الشيخ الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي، شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن، سمع على الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي جميع كتاب الحلية لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب المستخرج على "صحيح مسلم" له. وقرأ على علي بن محمد بن هارون الحلبي صحيح البخاري. وسمع بدمشق من أبي جعفر محمد بن علي بن الموازيني ومحمد بن أبي العز بن مشرف وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأحمد بن محمد الدشتي وسليمان بن حمزة وعيسى بن عبد الرحمن المطعم وإسحاق بن أبي بكر النحاس. وسمع بالاسكندرية من يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف وعبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة ويحيى بن محمد بن عبد السلام ومحمد بن حسن بن التونسي. وبالقاهرة من علي بن نصر الله بن الصواف وعلي بن عيسى بن القيم وشهاب بن علي المحسني والحسن بن عبد الكريم سبط زيادة وأبي الفتح الموسوي ومحمد بن عبد العظيم بن السقطي ومحمد بن محمد بن عيسى الطباخ ومحمد بن المكرم الأنصاري ومحمد بن النصير بن أمين الدولة ويوسف بن أحمد بن عيسى المشهدي وعلي بن عمر بن أبي بكر الواني وعلي بن النصير بن بناء الدقوقي وخلق. وأجاز له من بغداد الرشيد محمد بن عبد الله بن أبي القاسم وأخوه علي وعلي بن تامر بن خضر الفخري وإسماعيل بن علي بن أحمد بن الطبال وعلي بن عثمان بن أبي عثمان الطيبي وعبد الغفار بن عبد الله بن محمد. وحدث بدمشق والقاهرة سمع منه المزي والذهبي وابن رافع. وكان واسع المعرفة بالحديث والفقه والأصول والنحو وغير ذلك ووصف بالاجتهاد. وولي قضاء الشافعية بدمشق بعد موت جلال الدين القزويني، وتوجه للقاهرة فأدركه الأجل بها وولي خطابة دمشق ومدارس سوى ذلك بدمشق وبالقاهرة تدريس المنصورية وغيرها. ومات في ثالث جمادى الأخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة بجزيرة الفيل ظاهر القاهرة، وله اثنان وسبعون سنة، ومولده في غرة صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة. معجم الشيوخ للسبكي [رقم:85] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم:1431] .
[2] وهي: وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخي أم محمد وتدعى ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين الحنفي الدمشقية. سمعت على الحسين بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري، بالجامع المظفري ومسند الشافعي. وسمعت من والدها وحدثت بالكثير، سمع منها الواني وابن المحب والقاضي فخر الدين المصري والعلائي وابن قاضي الزبداني وخلق. وحضرها أبو هريرة ابن الذهبي. وعمرت دهراً وروت الكثير وطلبت إلى مصر، وحجت مرتين وتزوجت بأربعة رابعهم نجم الدين عبد الرحمن ابن الشيرازي، وكان لها ثلاث بنات وروت الصحيح مرات بدمشق وبمصر، قال الذهبي: كانت طويلة الروح على سماع الحديث وهي آخر من حدث بالمسند بالسماع عالياً، توفيت فجأة في ثامن عشر شعبان سنة ست عشر وسبعمائة، ولها اثنان وتسعون سنة، مولدها أول سنة أربع وعشرين وستمائة. ذيل التقييد [رقم:1891] الدرر الكامنة [رقم:1800] .
[3] وهو: أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن الحسن بن علي بن بيان الصالحي الحجار، المعروف بابن الشحنة، شهاب الدين أبو العباس، وأصله من دير مقرن. شيخ يسكن بحارة بني العساس بالصالحية، وهو معروف مشهور، صاحب وظيفة وخدمة بقلعة دمشق، ولم يتفطن طلبة الحديث له إلى أواخر جمادى الآخرة سنة ست وسبعمائة، حصل الاجتماع به فسئل عن نسبه وإخوته وأسمائهم وعن عمره، فوجد سماعه ((لجزء أبي الجهم)) وما قرئ معه على ابن اللتي، ووجد اسمه في أوراق أسماء السامعين لـ ((صحيح البخاري)) على ابن الزبيدي، فقرئ عليه ((جزء أبي الجهم))، ثم اجتمع الجماعة مستهل شهر رجب وقرئ عليه مرة ثانية. سئل في ذلك الوقت عن مولده، فقال: لي الآن اثنان وثمانون أو ثلاثة وثمانون سنة. سمع على الحسن بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري بكماله، وروى بالاجازة شيئاً كثيراً من الكتب والأجزاء، وأجاز له من بغداد ابن بهروز، والأنجب الحمامي، وابن روزبة، وابن القطيعي، وابن كمال، ونصر بن عبد الرزاق، وبنت البيطار، وزهرة بنت ابن حاضر، وجماعة. وكان في أول أمره خياطاً ثم خدم بالقلعة هو وإخوته حجارين، تزوج بأربع من النساء، وولد له أحد عشر ولداً منها ثلاثة من الذكور، طُلب إلى الديار المصرية في سنة أربع عشرة وسبع مائة بسبب إسماع ((البخاري))، وتوجه معه الشيخة ست الوزراء بنت ابن منجا، وأرسل إليه ذهب، فتوجه مكرماً وقرئ عليهما ((البخاري)) خمس مرات، المرة الأولى عند نائب السلطة الأمير سيف الدين أرغون، والثانية عند وكيل السلطان، والثالثة في المدرسة المنصورية، وحضر في هذه المرة جمع كبير يزيدون على ألفي نفسٍ، والمرة الرابعة بجامع الملك الناصر بمصر، والخامسة بقلعة الجبل، وحصل له وللشيخة جملة من المال، ثم عادا إلى دمشق. معجم الشيوخ للسبكي [رقم:15] ذيل التقييد [رقم:633] .
[4] وهو: القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس بن أبي القاسم الإشبيلي الأصل الدمشقي المولد والدار البرزالي الشافعي، الشيخ الإمام الحافظ علم الدين أبو محمد بن أبي الفضل بن أبي المحاسن بن أبي عبد الله. أول سماعه من والده، وقاضي القضاة عز الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ في سنة ثلاث وسبعين وستمائة، ثم سمع بنفسه سنة سبع وسبعين وستمائة، وبعدها من أحمد بن أبي الخير، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، والمسلم بن علان، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأحمد ابن الحموي، وابن شيبان، وابن العسقلاني، والكمال عبد الرحيم، وابن البخاري، وعمر بن أبي عصرون، ومحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن الدرجي، والمقداد، والعامري، وابن الصابوني، وابن الواسطي، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وصفية بنت مسعود، وزينب بنت العلم، وفاطمة بنت علي ابن عساكر، وست العرب بنت يحيى بن قايماز، وجماعة، ورحل إلى مصر فسمع بها من العز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وغيرهم، وبالإسكندرية من محمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيره، وأجاز له جماعة من أصحاب الخشوعي، وغيره، وحدث. سمع منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وقال: حفظ القرآن، و ((التنبيه))، و ((مقدمة)) في صغره، وأحب طلب الحديث، ونسخ أجزاء، ودار على الشيوخ، وجد في الطلب، ورحل إلى بعلبك، ثم ارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين وستمائة، وفيها ارتحل إلى مصر، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيراً، مولده في ليلة عاشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة بدمشق،... وتوفي بكرة الأحد رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بخليص بالقرب من مكة شرفها الله تعالى، ودفن بخليص رحمه الله تعالى. معجم الشيوخ للسبكي [رقم:99] الدرر الكامنة [رقم:609] .
[5] وهو: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن أبي الزهر، الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الفريد الرحلة، إمام المحدثين جمال الدين أبو الحجاج المزي بن الزكي القضاعي الكلبي، الحلبي المولد، خاتمة الحفاظ، ناقد الأسانيد والألفاظ. طلب الحديث في أول سنة خمس وسبعين وست مئة، وهلم جرا الى آخر وقت، لا يفتر عن الطلب والاجتهاد والرواية والتسميع. سمع من أصحاب ابن طبرزد، والكندي، وابن الحرستاني، وحنبل، ثم ابن ملاعب الرهاوي، وابن البنا، ثم ابن أبي لقمة، وابن البن، وابن مكرم، والقزويني، ثم ابن اللتي، وابن صباح، وابن الزبيدي. وأعلى ما سمع بإجازة عن ابن كليب، وابن بوش، والجمال، وخليل بن بدر، والبوصيري، وأمثالهم، ثم المؤيد الطوسي، وزاهر الثقفي، وعبد المعز الهروي. وسمع الكتب الأمهات المسندة، والكتب الستة، والمعجم الكبير، وتاريخ الخطيب، والنسب للزبير، والسيرة والموطأ من طرق، والزهد، والمستخرج على مسلم، والحلية والسنن للبيهقي، ودلائل النبوة، وأشياء يطول ذكرها. ومن الأجزاء ألوفاً. ومشيخته نحو الألف. وسمع أبا العباس بن سلامة، وابن أبي عمر، وابن علان، والشيخ محيي الدين النووي، والزواوي، والكمال عبد الرحيم، والعز الحراني، وابن الدرجي، والقاسم الإربلي، وابن الصابوني، والرشيد العامري، ومحمد بن القواس، والفخر بن البخاري، وزينب، وابن شيبان، ومحمد بن محمد بن مناقب، وإسماعيل بن العسقلاني، والمجد بن الخليلي، والعماد بن الشيرازي، والمحيي بن عصرون، وأبا بكر بن الأنماطي، والصفي خليلا، وغازيا الحلاوي، والقطب بن القسطلاني وطبقتهم، والدمياطي شرف الدين، والفاروثي، واليونيني، وابن بلبان، والشريشي، وابن دقيق العيد، والظاهري، والتقي الإسعردي، وطبقتهم. وتنازل الى طبقة سعد الدين الحارثي، وابن نفيس، وابن تيمية. وحفظ القرآن، وعني باللغة، فبرع فيها، وأتقن النحو والتصريف. وتوفي في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [5/644] شذرات الذهب [8/236] .