مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الصاد مع الياء

          الصَّاد مع الياء(1)
          1488- «صَيِّباً من السَّماءِ» [خ¦1032]؛ أي: مطراً يصوبُ، أصله: صَيْوِبٌ في مذهبِ البَصريِّين، وعندَ غيرِهم: صويبٌ، وضبطَه القابسيُّ: «صَيْباً نافعاً» [خ¦1032] بتخفيفِ الياءِ، يقال: صابَ السَّحابُ وأصابَ: إذا أمطرَ، وفي روايةِ النَّسفيِّ: «صابَ وأصابَ» [خ¦15/23-1634]، وفي حاشيةِ الأصيليِّ: «أصابَ أصابَ» أظنُّ الواوَ تصحَّفَتْ بألفٍ.
          قوله في الجيران: «إذا طبختَ مَرَقةً فأصِبهُم منها» / ؛ أي: ناوِلْهم واجعَلْهم يأخذونَ منها، وأصلُ الإصابةِ: الأخذُ، يقال: أصابَ من الطَّعامِ إذا أكلَ منه.
          وقوله في غزوةِ حنينٍ: «يصِيبهم ما أصابَ النَّاسَ» [خ¦4330]؛ أي: ينالَهم من عطايا النَّبيِّ صلعم ذلك، وقال في الحديثِ الآخرِ: «يُصيبونَ ما أصابَ النَّاسُ».
          1489- قوله: «فيُنادى بصوتٍ» [خ¦4741]؛ أي: يجعلُ ملَكاً ينادي أو يخلقُ صوتاً يسمعُه النَّاسُ، وأمَّا كلامُ الله فليسَ بصوتٍ ولا حرفٍ.
          وفي روايةِ أبي ذرٍّ: «فيُنادى بصوتٍ» لِمَا لم يُسَمَّ فاعلُه، وقوله في الحديثِ الآخرِ: «فإذا فُزِّعَ عن قُلوبِهم وسَكَنَ الصَّوتُ عَرفوا أنَّه الحقُّ» [خ¦97/32-11034]؛ أي: سكَنَ صوتُ الملائكةِ بالتَّسبيحِ؛ لقولِه أوَّلَ الحديثِ: «يسبِّحُ أهلُ السَّماواتِ».
          وقوله: «وكان رَجُلاً صَيِّتاً» يعني: العبَّاسَ؛ أي: جهيرَ الصَّوتِ، بمعنى صائتٍ.
          1490- وقوله في التَّفسيرِ: «الصُّوَرُ جمعُ صورةٍ وصُوَرٍ كقولِكَ: صُورَةٌ وصُوَرٌ» كذا لأبي أحمدَ؛ أي: جُمِعَ على صُوْرٍ، وصُوَرٌ بسكونِ الواوِ وفتحِها، وروى غيرُه: «كقولِكَ سُورةٌ وسُوَرٌ» [خ¦65-6687] بالسِّينِ؛ إذ ليسَ مقصودَ البابِ ذلك، وهذا أحدُ تفاسيرِ الآيةِ.
          وقوله: «أمَا عَلِمتَ أنَّ الصُّورةَ محرَّمةٌ» يعني: الوجهَ، وقوله: «نهى أن تُعلَمَ الصُّورةُ» [خ¦5541]؛ أي: يوسَمَ الوجهُ، وقوله: «أتى الله بصُورةٍ»(2). [خ¦7437]
          1491- وقوله: «فلْيقُلْ: إنِّي صائمٌ» [خ¦1894]؛ أي: يحدِّثُ به نفسَه ويذكِّرُها صومَه؛ لئلَّا يُفسِدَه بالقولِ السَّيءِ، وقيل: معنى «فليقُلْ إنِّي صائمٌ»؛ أي: ليكُفَّ وليعلَمْ أنَّه صائمٌ، والصَّومُ الإمساكُ.
          1492- و«الصَّاع» [خ¦2202] مكيالٌ يسَعُ أربعةَ أمدادٍ، ويقالُ: صَوْعٌ وصُواعٌ ويُجمَعُ على أَصْوُعٍ وصِيعانٍ، وفيه خمسةُ أرطالٍ وثلثٌ، هذا قولُ أهلِ الحجازِ، وهو الصَّحيحُ، وجاء في كثيرٍ من الرِّواياتِ:«آصُع» والصَّوابُ: «أصْوُع».
          وقوله: «أُوفِيهم بالصَّاعِ كَيلَ السَّنْدَرَةْ» يقال: جازاه على فعلِه كيلَ الصَّاعِ بالصَّاعِ؛ أي: مثلاً بمثلٍ. /


[1] ذكر فيه بين: (الصَّاد مع الواو والصَّاد مع الياء).
[2] بياض في (ن)، وفي (س) غير مقروء، و في «المشارق»: («فأتاهم الله في صورة ضخمة» وقول البخاريِّ: في الوسم والعلم في الصورة. قال الدَّاوديُّ: معناه في الوجه).