مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الصاد مع الدال

          الصَّاد مع الدَّال
          1437- قوله: «فلا يصُدَّنَّكم ذَلِك»؛ أي: لا يصرِفَنَّكم ذلك، والصَّدُّ الصَّرفُ والمنعُ، يقال: صدَّه وأصدَّه، ومنه [في الحديثِ الآخرِ] : «فيَصدُّ هذا ويصدُّ هذا» [خ¦6237]؛ أي: يُعرِضُ ويصرِفُ وجهَه، والصَّدُّ الهِجرانُ، كأنَّه يُعرِضُ عنه ويولِّيه صدَّه؛ وهو جانبُه، والعرضُ الجانبُ.
          و«الصَّديد» القيحُ المختَلطُ بالدَّمِ.
          1438- قوله: «فأصْدَرَتْنا.. نحنُ ورِكابَنا» [خ¦4801]؛ أي: صرفَتْنا رواءً إذا لم نحتَجْ إلى مُقامِنا بها للماءِ، فانتقَلْنا للرَّعيِ، ومثلُه: «فصَدَرَتْ رِكابُنا» [خ¦3577]؛ أي: انصرفَتْ عن الماءِ بعدَ رِيِّها، ومثلُه: «حتَّى صَدَروا». [خ¦2732]
          وقوله: «ويصدُرونَ مصادرَ شتَّى»؛ أي: يُحشَرون مختلفي الأحوالِ بحسبِ اختلافِ نيَّاتِهم.
          وقوله: «يرجعُ على صدورِ قدَمَيه» هو الإقعاءُ وإنَّما فعلَه لأجلِ شكواه، وهو سنَّةٌ عندَ العلماءِ عندَ النَّهضةِ للقيامِ، وكرِهَه آخرون.
          1439- وقوله: «فتصَدَّعوا عنه» [خ¦3865]؛ أي: انكشَفوا وافترقوا، ومنه: «فتصدَّعَتْ عن المدينةِ» [خ¦6093] يعني: السَّحابَ، و{يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم:43] يتفرَّقون فريقٌ في الجنَّةِ وفريقٌ في النَّارِ، وأصلُه الانشِقاقُ عن شيءٍ، ومنه: انصداع الفجر، / يعني انشِقاقه عن الظُّلمةِ، ومنه سُمِّي صَديعاً.
          1440- وقوله: «الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأولى» [خ¦1283]؛ أي: في أوَّلِ نزولِها، وأصلُه الضَّربُ في الشَّيءِ الصُّلبِ، ثمَّ استُعيرَ لكلِّ نازلٍ مكروهٍ بغتةً.
          1441- و«الصِّدِّيقُ» [خ¦272] مبالغةٌ من الصِّدقِ في القولِ والفعلِ، وهو أعلا مقاماتِ العُبَّادِ عندَ الله تعالى بعدَ الأنبياءِ.
          و«المُصَدِّقُ» بتخفيفِ الصَّادِ، وهو آخذُ الصَّدقةِ من صاحبِ المالِ ليصرفَها في وجوهِها، قال ثابتٌ: ويقال أيضاً للذي يعطيها من مالِه، فأمَّا إذا شُدِّدَتْ الصَّادُ فهو المتصدِّقُ لا غيرُ، أُدغِمَت التَّاءُ في الصَّادِ، وقد جاءَ المتصدِّقُ في طالبِ الصَّدقةِ، وأنكرَه ثعلبٌ.
          وقوله في الهَرِمةِ والتَّيسِ والمَعِيْبَةِ: «إلاَّ ما شاءَ المُصدِّقُ» [خ¦1445] يعني: جابي الصَّدقةِ إذا رأى ذلك نظراً(1).
          وقوله: «وجعلَ عتقَها صداقَها» [خ¦4091]، ويقال: صَدْقة وصُدْقة وصَدُقةٌ؛ يعني: المهرَ، وهذا خاصٌّ له صلعم، كما جُعلت له الموهوبةُ حلالاً، وقال قومٌ: هو له ولغيرِه، أعني أن يكونَ الصَّداقُ عَتْقَها.
          و«أصدقاء» [خ¦7006] جمعُ صديقٍ، وهو الصَّاحبُ، لصدقِ المودَّةِ أو ثباتِها، والشَّيءُ الصِّدقُ هو القويُّ.
          وجاء في مُسلمٍ: «أصدقاء خديجةَ» [خ¦7006]، وفي البخاريِّ: «صدائق» [خ¦3818] وهو أوجَهُ، كما قال: «في خلائلِ خديجةَ» [خ¦3816] وقد يخرجُ أصدقاء على مرادِ جمعِ الجنسِ [لا جمعِ الواحدِ].
          قوله: «تصدَّقَ رجلٌ من دينارِه، من دِرهَمِه»؛ أي: ليتصدَّقْ كما قال: أنجزَ حرٌّ ما وعدَ.
          1442- وقوله:
«..............                     وكيفَ حياةُ أَصْداءٍ وهَامِ»
          أنشدَه البُخاريُّ [خ¦3291] الصَّدى هنا ذَكَرُ الهامِ، وهو طائرٌ يطيرُ باللَّيلِ يألفُ الخرابَ، وهو شَبيهٌ بالبومِ، والعربُ تكنِّي عن الميِّتِ بالصَّدى وبالهامِ، تقول: هو هامةُ اليومِ أو غدٍ، وتزعُمُ أنَّ الميِّتَ يخرجُ من رأسِه طائرٌ يقالُ له: الهامةُ والصَّدى.
          وقوله: «فتصَدَّى لي» [خ¦7207]؛ أي: تعرَّضَ، وأصلُه تصدَّدَ، تَكرَّرَتِ الدَّالُ فقُلِبَتِ الأخيرةُ ياءً، كما قيل: تمطَّى، تقضَّى.


[1] في «المشارق»: (نظَراً للمساكينِ لسِمَنِها وكبَرِ جسْمِها).