مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الصاد مع الكاف

          الصَّاد مع الكاف
          1452- «الصِّكاك» جمعُ صَكٍّ، وهو الكتابُ، ويُجمَعُ على صكوكٍ؛ يريدُ بيعَ ما يُخرَجُ من الطَّعامِ مكتوباً في الصِّكاكِ من قِبَلِ الأمراءِ لأرزاقِ النَّاسِ قبلَ قبضِها، وقد اختلفَ الفقهاءُ في جوازِ بيعِها، وأمَّا إذا اشتراها مشترٍ ممَّنْ خرجَتْ له على القولِ بجوازِه، فلا يجوزُ لمشتريها بيعُها من غيرِه من غيرِ خلافٍ، وسببُ الخلافِ هل هي إجارةٌ أو هبةٌ.
          وقوله: «صَكَّ في صدري» [خ¦6333]؛ أي: ضربَ بكفِّه بقوَّةٍ، وقوله: «لكنِّي صكَكْتُها»؛ أي: لطمْتُها، و«أصُكُّه بسَهمٍ في نُغْضِ كتفِه»؛ أي: أضرِبُه، و«صكَّه ففقأَ عينَه» قيل: هو على ظاهرِه، وفقأَ عينَ الصُّورةِ التي تَمَثَّلَ له فيها، ولعلَّه لم يعلَمْ أنَّه ملَكُ الموتِ، وقيل: صَكَّه: قابلَه بكلامٍ غليظٍ حتَّى فقأَ عينَ حُجَّتِه، وردَّ قولَه، ولله سبحانَه أن يبتليَ خلقَه بما شاءَ.
          وقوله: «على جملٍ مِصَكٍّ» هو القويُّ الجسيمُ، الشَّديدُ الخَلْقِ، وهو بكسرِ الميمِ، قال ابنُ قتيبةَ: ومن فتحَها فقد أخطأَ، قال القاضي أبو الفضلِ: ويكونُ مِصَكٌّ من الصَّكَكِ، وهو احتِكاكُ العُرقوبَين.
          وقوله: «حتَّى كان صَكَّةَ عُمِّيٍّ»(1) يعني: اشتِدادَ الهاجرةِ، وعُمَيٌّ / تصغيرُ أعمى مرخَّماً، وهو هاهنا اسمُ رجلٍ من العماليقِ أغارَ على قومٍ في الهاجرةِ، فأُضيفَ إليه الوقتُ وضُرِبَ به المثلُ، وقيل: ليس باسمٍ ولكنَّه تصغيرُ أعمى؛ أي: إنَّ الإنسانَ في هذا الوقتِ كالأعمى لا يقدرُ على مباشرةِ الشَّمسِ بعينَيه، ومنهم من يقولُ في هذا المثلِ: صَكَّةُ أعمى، وقيل: المرادُ به هاهنا الظَّبيُ؛ لأنَّه يَسْدَرُ من شدَّةِ الحرِّ، فيصُكُّ برأسِه ما واجهَه.


[1] جاءت هذه العبارة في بعض طرق حديث ابن عباس ☻ في قصة السقيفة وبيعة أبي بكر ☺ الذي أخرجه البخاري [خ¦6830]، انظر: «جامع الأصول»░4/90▒.