مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الدال و الواو

          الدَّال و الواو
          734- قولها في حديثِ أمِّ زَرعٍ: «كلُّ داءٍ له داءٌ» [خ¦5189]؛ أي: كلُّ عَيبٍ مُتفرِّقٍ في النَّاس مُجمَعٌ فيه، والدَّاء مَمدودٌ: العَيبُ والمرضُ.
          وقوله: «لكلِّ داءٍ دوَاءٌ» بكسرِ الدَّال وفَتحِها، ومثلُه: «أنزَل الدّواءَ الذي أنزَل الأدوَاء» جمعُ داءٍ.
          735- و«الدَّوحَة» [خ¦3364] الشَّجرَةُ العَظِيمةُ.
          736- قوله: «دُور الأنصارِ» [خ¦3789] يعني: قبائلَها وعَشائِرَها المُجتَمِعة في مَحلَّةٍ، فتُسمَّى المَحِلَّة داراً.
          و«دارَة الكُفرِ» [خ¦2530] يعني دارَ الكُفرِ، وحيث مجتمعُ أهلِه، يقال: دارَةُ القَومِ، ودارُ القَومِ.
          وقوله: «أهلِ الدَّار يُبَيَّتُونَ» [خ¦3012] يعني المَحِلَّةَ المُجتَمعةَ من القَومِ، يقال: هذه دارُ القَومِ، فإذا أرَدْتَ مَحلَّتهم قلت: دارة.
          وقوله: «اسْتَدارَ الزَّمَانُ» [خ¦3197]؛ أي: دار حتَّى وافَق وَقْت الحجِّ في ذي الحجَّةِ، من أجلِ ما كانتِ العرَبُ تُغيِّره، وتَنقُل أسماءَ الشُّهورِ، وتزيدُ شهراً في كلِّ أربعةِ أشهُرٍ؛ ليَتفِق الأزمان.
          قوله: «دارَ قَومٍ مُؤمِنينَ» بالنَّصبِ على الاختِصاصِ، أو على النِّداءِ المُضافِ، والأوَّلُ أفصَحُ، ويصِحُّ الخفضُ على البَدلِ من الكاف والميم في: «عليكم»، المرادُ بالدَّار على هذَينِ الوَجهَين الآخِيرَين الجماعةُ أو أهلُ الدَّارِ، وعلى الأوَّل مثلُه أو المنزلُ.
          وقوله: «فيَجْعَلُ الدَّائِرَة علَيهِم»؛ أي: الدَّولة بالغَلبَةِ والنَّصرِ، وقد فسَّرناه قبلُ.
          737- قوله: «يَدُوكُون» [خ¦3701]؛ أي: يخُوضُون، والدَّوْكَة الاختلاطُ والخوضُ، وضَبَطه الأصيليُّ: «يُدَوِّكُون».
          وعند السَّمرقَنديِّ: «يَذْكُرون ليلتَهم أيُّهم يُعطَاها»، فإن صحَّتِ الرِّوايةُ فهو بمَعنَى الأوَّلِ، لكِنَّه غيرُ مَعروفٍ.
          738- قوله: «فيُدال علَينا» [خ¦2941]؛ أي: يظهَر ويَغلِب، والدَّولَة الغَلبَةُ والظُّهورُ.
          739- قوله: «كان عمَلُه دِيمَةً» [خ¦1987]؛ أي: / دائماً مُتَّصِلاً، والدِّيمَةُ المطرُ الدَّائمُ في سُكُونٍ، و«المَاءُ الدَّائمِ» [خ¦239] الرَّاكِد السَّاكِنُ لا يجري، قال ابنُ الأنبارِيُّ: هو من الأضدادِ، يقال للسَّاكنِ: دائمٌ، وللدَّائر: دائمٌ.
          740- قوله: «لا يجمَعُهم دِيوَانٌ حافِظٌ» هو الكِتابُ الذي يُكتَب فيه أهلُ الجَيشِ وأهلُ العَطِيَّة، وأوَّلُ من دوَّن الدِّيوان عمرُ ☺، وإنَّما قال ذلك الصَّاحِبُ بعدَ أن رأَى الدِّيوان في زمنِ عمرَ.
          قوله: «ليس فيما دُونَ خَمسِ أواق صَدَقَة» [خ¦1405]؛ أي: ليس في أقلَّ، وشذَّ بعضُ النَّاس فقال: معناه: ليس في غَيرِ خَمسِ أوَاقٍ.
          وقوله: «أجاز الخُلع دون عِقَاصِ رَأسِها» [خ¦68/12-7839] معناه: بكلِّ شَيءٍ حتَّى بعِقَاصِ رَأسِها، كأنَّه قال: بعِقَاصِ رَأسِها وغَيرِه.
          قلت: وعندي أنَّ معناه بما سِوى عقاص رَأسِها؛ أي: إنَّ الخُلعَ جائزٌ بكُلِّ ما تملِكُه المرأةُ، وتجوزُ المُعاوَضةُ به، وانتقالُها عنه إلى غَيرِها.
          741- قوله: «يدُوسُون المطر» [خ¦668]؛ أي: يخوضونه بأقدامهم، ويدُوسُون طِينَه.
          و«الدَّائِسُ» في كلام أمِّ زَرْعٍ [خ¦5189] : الأندَرُ، وقيل: الذي يَدُوس طعامَه بعد حَصادِه، داسَه ودرَسه بمِعنًى.
          742- قوله: «وتَدِيفُون فيه منَ القُطَيعاءِ»، و«أَدُوفُ به طِيبِي»، الدَّوفُ الخَلطُ، دُفْتُ أَدُوفُ، ويقال أيضاً بالذَّال المُعجَمةِ: ذُفْتُ أَذِيفُ، وبالمُعجَمةِ قيَّدناه في حديثِ وَفدِ عَبدِ القَيسِ عن أبي بَحرٍ وأبي عليٍّ الصَّدفيِّ، إلَّا أنَّه كان عند الصَّدفيِّ: «وتُذِيفُون» بضمِّ التَّاء، والمَشهُورُ بفتحها، وبالدَّال المُهملةِ قيَّدناه عن الخُشنيِّ عن الطَّبريِّ في حَديثِ أمِّ سُلَيمٍ، وفي بعضِ رِوايَاتِ مُسلمٍ: «أذكِّي به طِيبِي»؛ أي: أقوِّي به رائحتَه.
          743- قوله: «في أرضٍ دَوِّيَّةٍ».
          وفي رِوايَةٍ: «داوية»، وكِلاهُما صحِيحٌ، وهي القفرُ الخلاء من الأرضِ، مَنسُوبةً إلى الدَّوِّ، وهو القَفرُ، قال أبو عُبيدٍ: أرضٌ دَوِيَّة بتَخفيفِ الواوِ، ذاتُ أدواءٍ، ووقَع في التَّوبةِ من البُخاريِّ في هذا الحرفِ تصحيفٌ قبِيحٌ(1).
          وقوله: «يُسمَعُ دَوِيُّ صَوتِه» [خ¦46] بفَتحِ الدَّالِ، وجاء عندنا في البُخاريِّ بضمِّ الدَّال، والأوَّلُ أصوَبُ، وهو شِدَّةُ الصَّوتِ وبُعدُه في الهواءِ.
          قوله في حديثِ الجَونِيَّةِ: / «ومَعَها دايَتُها» [خ¦5255] هي المُربِّية لها والقائِمَةُ بأمرِها كالحَاضِنَةِ.


[1] مراده التصحيف الواقع في قوله: (لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلاً وَبِهِ مَهْلَكَةٌ) [خ¦6308] قال القاضي عياض: كذا لرواة البخاري كلهم هنا، وهو تصحيف وصوابه ما في مسلم : (مِنْ رَجُلٍ فِى أَرْضٍ دَوِيَّةٍ مَهْلَكَةٍ). انتهى.