مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الدال والهاء

          الدَّال والهَاء
          729- قوله صلعم: «لا تسُبُّوا الدَّهرَ فإنَّ اللهَ هو الدَّهْرُ» [خ¦6182] الدَّهرُ مُدَّةُ الدُّنيا، وقيل: إنَّه مَفعُولاتُ الله تعالى، وقيل: فِعلُه، كما قال(1) :
.............                     ........ إِنِّي أنا المَوتُ
          ومعنى الحديث: فإنَّ مُصرِّف الدَّهْرِ ومُوجدَ أحدَاثه هو الله؛ أي: أنا الفاعلُ لذلك، وقال بعضُهم: وقد يقَع الدَّهْر على بعضِ الزَّمانِ، يقال: أقَمْنا على كذا دَهْراً؛ أي: مُدَّةً، كأنَّه تَكثِيرُ طولِ المَقامِ، ولهذا اختُلِف فيمن حلَف أن لا يكلِّم فلاناً دَهْراً أو الدَّهْرَ، هل هو مُتَأبَّد؟.
          وأمَّا في الرِّوايةِ الأُخرَى: «فإنِّي أنَا الدَّهر» روي بالرَّفعِ والنَّصبِ، وهو أكثرُ على الظَّرفِ، وقيل: على الاختصاصِ، وأمَّا الرَّفعُ فعَلى التَّأويلِ الآخرِ، وذهَب بعضُ مَن تكلَّم في العِلْم ممَّن لا تحقِيقَ عنده إلى أنَّه اسمٌ من أسماءِ الله سُبحانه وتعالى، ولا يصِحُّ.
          730- قوله: «المدْهِنُ» [خ¦2686] هو المُصانِعُ والغاشُّ، وهو المُداهِنُ، والادِّهانُ المُصانَعة واللِّينُ في الحقِّ.
          731- قوله: «في خَيلٍ دُهْمٍ» يعني سُوداً.
          وقوله: «مَن أرادَها _يعني المدينة_ بدَهْمٍ»؛ أي: أمرٍ عَظيمٍ، وقيل: بشَرٍّ وغائِلَةٍ، والدَّهْم أيضاً الجمعُ الكثيرُ، والدُّهَيمُ والدُّهَيماءُ من أسماءِ الدَّواهي.
          732- قوله: «دهــقان قَريَتِه» بكسر الدَّال وضمِّها، وهي فارسيٌّ مُعرَّب، وهو زَعِيمُ فلَّاحِي العَجمِ ورئيسُ الإقليمِ، سُمُّوا بذلك من الدَّهْقَنةِ والدَّهْمَقَةِ، وهي / تليِينُ الطَّعام؛ لترفُّهِهِم وسَعَةِ عَيشِهم، والمَعروفُ الدّهْقَنةُ بالنُّونِ.
          733- قوله: «فدَهَشت أمُّ إسماعيلَ» [خ¦3365] بفتحِ الدَّال، ولا يقال بضَمِّ الدَّالِ؛ أي: ذهلَت وذهَب وهمُها.


[1] جزء بيت لرويشد الطائي وتمامه كما في الزهرة لابن داود، ص694:
~وقلْ لهمْ بادروا بالعذرِ والتمسوا
~أمراً يُنجيكُمُ إنِّي أنا الموتُ