مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الدال مع الراء

          الدَّال مع الرَّاء
          686- قوله: «فلْيَدْرَأهُ ما اسْتَطاعَ»؛ أي: يدْفَعْه، درَأتُه دَفَعْتُه، ودارَيتُه لايَنْتُه، وأصلُه الهَمزُ، ودرَيْتُه بغير ألفٍ ختَلْتُه وخَدَعْتُه، قوله: «الكَوْكبَ الدُّرِّيَّ» [خ¦3256] مَن همزَه أخذَه مِن درَأ؛ أي: دفَع؛ لاندِفاعِه وخرُوجِه عند طلُوعِه، ومَن لم يَهمِزه نسَبَه إلى الدُّرِّ؛ لبياضِه.
          687- قوله: «ناقَة مُدرَّبهٌ»؛ أي: ذَلُولٌ، دُرِّبَت على الرُّكوبِ وعُوِّدَته.
          688- قوله: «وأُدرِجَ في الحَديثِ» [خ¦7017]؛ أي: أُدخِل في لفظِ النَّبيِّ صلعم ووُصِل به من كلامِ غَيرِه، وهو الذي يُسمِّيه المُحدِّثون المُدرَج، وكذلك قوله: «وأدرَج القصَّة»، وكلُّ شيءٍ أدخَلتَه في شيءٍ وطوَيتَه عليه فقد أدرَجْتَه فيه.
          689- قوله: «ما يُبقي من دَرَنه» [خ¦528]؛ أي: وسَخِه، كِنايةٌ عنِ الآثامِ.
          690- قوله: «كالبَضعَة تَدَرْدَر» [خ¦3610]؛ أي: تدَحرَج؛ تجيء وتَذهَب بعضُها في بعضٍ.
          وقوله في السِّواكِ: «يُدرِدني»؛ أي: يذهَب بأسناني ويُحفيها، والدَّرَدُ سقوطُ الأسنانِ.
          691- قوله: «يَدُرُّ لبَنُها» [خ¦3365]؛ أي: تمتَلِئ ثَدياها منه، قوله: «على مَدرَجَتِه ملَكاً»؛ أي: على قارِعةِ طَريقِه، وقوله: «لَقِيتُه عند الدَّرجِ» يعني درَجَ المَسجدِ.
          692- قوله: «نعُوذُ بك من دَرَكِ الشَّقَاءِ» [خ¦6347]، و«إلَّا كان دَرَكاً لحاجَتِه» [خ¦6720]، الدَّرَكُ بالفَتحِ في الرَّاء والدَّال اسمٌ من الإدراكِ، كاللَّحَقِ من اللّحاقِ، وقد ضَبَطه بعضُهم في الحدِيثَين بالإسكانِ، والأشهَرُ هاهنا الفتحُ، وأمَّا الوجهان ففي المَنزِلَة كقوله: {فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء:145]، وهي المَنازِلُ إذا كانت بسُفلٍ، فإن كانت إلى عُلوٍ فبالجيمِ دَرَجٌ.
          وقولها: «إنَّ فريضَةَ الله في الحجِّ أدرَكَت أبي شَيخاً» [خ¦1513]؛ أي: وافَقَتْه فريضَتُها في هذه الحالِ، وكذلك: «أدرَكتْه الصَّلاةُ» [خ¦335]؛ أي: حان وقتُها، والإدراكُ أيضا كِنايةٌ عنِ البُلوغِ مَبلغَ الرِّجالِ، / والجارِيَةُ مَبلغَ النِّساءِ، وفي الثَّمرَة مَبلغَ الطِّيب، وفي الطَّعامِ النُّضج، وفي كلِّ شيءٍ أن يبلُغَ المُرادَ منه.
          693- قوله في صفةِ أرضِ الجنَّةِ: «دَرْمَكَة بيضاءُ مِسكٌ»؛ أي: هي في البياضِ كالدَّرْمَكةِ، وهي الحُوَّارَى لُبَابُ البُرِّ، وفي الطِّيبِ كالمِسكِ.
          694- قوله: «ظاهَر بين دِرعَين»؛ أي: عاوَن بينهما في التحصُّن، فلبِس واحداً على آخر، و«احتَبَس أدرَاعَه» [خ¦1468]؛ أي: حبَسَها للجهادِ.
          قوله: «فخطا(1) بدِرْعٍ»، و«تحتَ الدِّرْعِ» [خ¦23/15-1990]، وشِبهُ ذلك، دِرعُ المَرأةِ يُذكّر وقد يُؤنَّث، ودِرعُ الحَديدِ مُؤنَّثة وقد تُذكَّر، وقوله: «دُرنُوك» [خ¦5955] بضمِّ الدَّال، نوعٌ من الثِّيابِ له خَملٌ كخَملِ المَنادِيلِ.
          695- قوله: «وبيَدِه مِدرًى» [خ¦5924] هو مجموعُ أعوادٍ محدَّدةٍ مثلُ المُشطِ، وقال ابنُ كَيسان: هو عودٌ تدخِلُه المرأةُ في شَعرِها لتضُمّ به بعضَه إلى بعضٍ.
          وقوله: «خيرُ دُورِ الأنصارِ» [خ¦3789] يعني القبائلَ والعشائرَ؛ لاجتماعها في مَوضعٍ واحدٍ، وقوله: «دَارَة الكُفْر» [خ¦2531] يعني: دارَ الكُفرِ، يقال: هذه دارةُ القومِ ودارُهم، ومنه: دارةُ جُلجُل.
          696- قوله: «حتَّى أتى المِدراسَ» [خ¦3167] هو البيتُ الذي يَقرَأ فيه أهلُ الكِتابِ، درَسْتُ الكِتابَ قرَأتُه، وقوله: «فوَضَع مِدْراسُها الَّذي يُدرِّسها» [خ¦4556] هو هاهنا للمُبالَغةِ، كمِعْطاءٍ للكَثيرِ العَطاءِ.
          وعند الحَمُّويي والمُستَملي: «مُدارِسُها»؛ أي: الذي يُدارِسُها النَّاس، وهو والأوَّل سواء، لكن المِدراس أظهرُ هاهنا.


[1] وهي رواية ابن الحذاء، ورِوايةُ الكافَّة «فأخطَأ» كما تقدَّم.