كفاية القاري في شرح ثلاثيات البخاري

حديث سلمة: بايعنا النبي تحت الشجرة فقال

          الحديثُ الحادِي والعشرونَ:
          من ثلاثيات الإمامِ البخارِي، هو ما أخرجهُ في كتابِ الأحكامِ، في ((بابِ من بايعَ مرتينِ)) فقال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ) الضَّحاكُ بن محمدٍ النبيلُ (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) بضم العين، مولى سلمة (عَنْ سَلَمَةَ) ابن الأكوعِ (☺) أنهُ (قَالَ: بَايَعْنَا) بسكون العينِ (النَّبِيَّ صلعم) بيعةَ الرضوانِ (تَحْتَ الشَّجَرَةِ) التي بالحديبيةِ (فَقَالَ) ╕ (لِي: يَا سَلَمَةُ أَلاَ) بالتخفيف (تُبَايِعُ؟، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ بَايَعْتُ فِي) الزمن (الأَوَّلِ) بفتح الهمزة وتشديدِ الواوِ (قَالَ:) ╕ (وَفِيْ الثَّانِي) أي وفي الزمنِ الثاني نبايعُ أيضًا، ولأبي ذرٍّ عن الكشمهيني: «في الأولى» أي في الساعةِ أو الطائفةِ، قال: «وفي الثانيةِ»وأراد كما قالَ الدَّاوديُّ أنه يؤكدُ بيعةَ سلمة لعلمه بشجاعتهِ وعنايته في الإسلامِ وشهرتُهُ بالثباتِ فلذلكَ أمرهُ بتكريرِ المبايعةِ ليكونَ له في ذلك فضيلةٌ، وقد تقدم البحث من روايةِ المكيِّ بن إبراهيمَ في الحديثِ الحادي عشرَ بأتمِّ من هذا السياقِ، وبسطنا الكلامُ عليه، ولعل سببَ إعادته / هَهُنا اختلافُ طريقه، واختصارُ ألفاظهِ، والله أعلم.