الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي
  
              

          4051- وَعَنِ المِنْهالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْياءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ قالَ: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات:27] {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء:42] {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَقالَ(1) : {أَمِ(2) السَّمَاء بَنَاهَا} إِلى قَوْلِهِ {دَحَاهَا} [النازعات:27-30] فَذَكَرَ خَلْقَ السَّماءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قالَ: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إِلى {طَائِعِينَ} [فصلت:9-11] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ السَّماءِ، وَقالَ: {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفتح:14] {عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح:19] {سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان:2] فَكَأنَّهُ كانَ ثُمَّ مَضى، فَقالَ: {فَلَا(3) أَنسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون:101] : فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّورِ: {فَصَعِقَ(4) مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ} [الزمر:68] فَلا أَنْسابَ [بَيْنَهُم](5) عِنْدَ ذَلِكَ وَلا يَتَساءَلُونَ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَة {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الطور:25] وَأَمَّا قَوْلُهُ: {مَا(6) كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء:42] فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقالَ المُشْرِكُونَ: تَعالُوا نَقُولُ(7) : لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَيُخْتَمُ(8) عَلى أَفْواهِهِم فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ(9) أَنَّ اللهَ لا يُكْتَمُ حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} الآيَة (10) [الحجر:2] ، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّماءَ، ثُمَّ اسْتَوى إِلى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحا الأَرْضَ، وَ{دَحاها} [النازعات:30] : أَيْ: أَخْرَجَ مِنْها الماءَ وَالمَرْعى وَخَلَقَ الجِبالَ وَالآكامَ (11) وَما بَيْنَهُما فِي يَوْمَيْنِ آخَرَينِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (12) : {دَحَاهَا}، وَقَوْلُهُ: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت:9] فَجُعِلَتِ (13) الأَرْضُ وَما فِيها مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّماواتُ فِي يَوْمَيْنِ (14) : {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفتح:14] سَمَّى نَفْسَهُ بِذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعالى لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصابَ بِهِ الَّذِي أَرادَ، فَلا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ. [خ¦65/41-7058]

[1] زيد في (ق): (تعالى).
[2] في (ص) و(ق) و(ك): (و).
[3] في (أ): (لا).
[4] في (أ): (فيصعق)، وقال في الحاشية عن نسخة أخرى: (فصعق).
[5] سقط من (ص) و(ق).
[6] في (أ) و(ت): (وما).
[7] في (أ) و(ت): (نقل).
[8] زيد في حاشية (أ): لفظ الجلالة.
[9] في (أ) و(ت): (عرفوا).
[10] زيد في (أ) و(ت): (وقوله).
[11] في (ك): (الأكمام).
[12] زيد في (ق): (تعالى).
[13] في حاشية (أ): (وخلقت).
[14] زيد في (أ) و(ت) و(م): (وقوله).