-
المقدمة
-
باب فيمن حدث بحديث يرى أنه كذب
-
كتاب الإيمان
-
كتاب الطهارة
-
كتاب الصلاة
-
كتاب الجمعة
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
كتاب الصيام
-
كتاب الحج
-
كتاب النكاح
-
كتاب العتق
-
كتاب البيوع
-
كتاب الحدود
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الصيد والذبائح
-
كتاب الأشربة والأطعمة
-
كتاب المناقب
-
كتاب الأدب والبر والصلة
-
كتاب القدر
-
كتاب العلم
-
كتاب الذكر والدعاء
-
كتاب الفتن
-
كتاب الزهد
-
كتاب التفسير
-
حديث: فبدلوا فدخلوا يزحفون
-
حديث: أن الله ╡ تابع الوحي على رسول الله
-
حديث: جاء رجل من اليهود إلى عمر
-
حديث: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى
-
حديث: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف}
-
حديث: {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم}
-
حديث: أنزلت في المرأة تكون عند الرجل فتطول صحبتها
-
حديث: أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي
-
حديث: اختلف أهل الكوفة
-
حديث: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعًا
-
حديث: لقي ناس من المسلمين رجلًا في غنيمة له
-
حديث: كانت الأنصار إذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت
-
حديث: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير
-
حديث: ما كان بين إسلامنا
-
حديث: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة
-
حديث: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنًا}
-
حديث: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجن
-
حديث: آلتوبة بل هي الفاضحة
-
حديث: سمعت عمر بن الخطاب على منبر رسول الله
-
حديث: سمعت أبا ذر يقسم قسمًا
-
حديث: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة
-
حديث: فينا نزلت{هذان خصمان اختصموا في ربهم}
-
حديث: يدعى نوح يوم القيامة
-
حديث: كان في بني إسرائيل القصاص
-
حديث: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}
-
حديث: {على ما هداكم ولعلكم تشكرون}
-
حديث: لما نزل صوم رمضان
-
حديث: نزلت في النفقة
-
حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون
-
حديث: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية
-
حديث: وظنوا أنهم قد كذبوا
-
حديث: قال عمر يومًا لأصحاب النبي
-
حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته
-
حديث: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
حديث: كنت أنا وأمي ممن عذر الله
-
حديث: قطع على أهل المدينة بعث
-
حديث: {إن كان بكم أذًى من مطر أو كنتم مرضى}
-
حديث: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم
-
حديث: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم}
-
حديث: هم نفر من بني عبد الدار
-
حديث: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين}
-
حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة
-
حديث: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر
-
حديث: نزلت هذه قبل أن تنزل الزكاة
-
حديث: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا
-
حديث: عن ابن عباس {يستغشون}
-
حديث: {حتى إذا استيأس الرسل}
-
حديث: مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله
-
حديث: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس
-
حديث: {الذين بدلوا نعمة الله كفرًا}
-
حديث: أول ما اتخذ الناس المنطق من قبل أم إسماعيل
-
حديث: {كما أنزلنا على المقتسمين}
-
حديث: {جعلوا القرآن عضين}
-
حديث: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس}
-
حديث: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثًا
-
حديث: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا}
-
حديث: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا
-
حديث: إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون
-
حديث: سألني يهودي من أهل الحيرة
-
حديث: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}
-
حديث: عن ابن عباس: {لرادك إلى معاد}
-
حديث: نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة
-
حديث: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي
-
حديث: {إلا المودة في القربى}
-
حديث: {إنا فتحنا لك فتحًا}
-
حديث: كاد الخيران يهلكان
-
حديث: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها
-
حديث: {ولا يعصينك في معروف}
-
حديث: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}
-
حديث: {عتل بعد ذلك زنيم}
-
حديث: {إنها ترمي بشرر كالقصر}
-
حديث: الشمس والقمر مكوران يوم القيامة
-
حديث: {إنا أعطيناك الكوثر}
-
حديث: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه
-
حديث: بينا أنا أسير في الجنة
-
حديث: أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ
-
حديث: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر
-
حديث: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين
-
حديث: فبدلوا فدخلوا يزحفون
-
المعلقات وآثار الصحابة والتابعين وآراء الفقهاء
4038- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: أَوَّلُ ما اتَّخَذَ النَّاسُ(1) المِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْماعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَها عَلى سَارَّةَ، ثُمَّ جاءَ بِها إبْراهِيمُ وَبابْنِها إِسْماعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُما(2) عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِها ماءٌ، فَوَضَعَهُما هُنالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُما جِرابًا فِيهِ تَمْرٌ(3) وَسِقاءً فِيهِ ماءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْراهِيمُ مُنْطَلِقًا فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَقالَتْ: يا إِبْراهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنا بِهذا الوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أَنِيسٌ وَلا شَيْءٌ؟ فَقالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرارًا، وَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْها، فَقالَتْ [لَهُ](4) : آللهُ [الَّذِي](5) أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: إِذَنْ لا يُضَيِّعُنا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْراهِيمُ حَتَّى إِذا كانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ(6) حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعا بِهَؤُلاءِ الدَّعَواتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ(7) } حَتَّى بَلَغَ {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37] ، وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ تُرْضِعُ إِسْماعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الماءِ، حَتَّى [إِذا](8) نَفِدَ ما فِي السِّقاءِ؛ عَطِشَتْ(9) وَعَطِشَ ابْنُها، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ (10) ، فَانْطَلَقَتْ كَراهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيها، فَقامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوادِي تَنْظُرُ هَلْ تَرى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفا حَتَّى [إِذا] (11) بَلَغَتِ الوادِي؛ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِها (12) ، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسانِ المَجْهُودِ، حَتَّى جاوَزَتِ الوادِي، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ، فَقامَتْ عَلَيْها، فَنَظَرَتْ هَلْ تَرى أَحَدًا؟ [فَلَمْ تَرَ أَحَدًا] (13) ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلعم: «فَلِذَلِكَ سَعَى النَّاسُ بَيْنَهُما»، فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقالَتْ: صَهٍ، تُرِيدُ نَفْسَها، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ فَسَمِعَتْ أَيضًا، فَقالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كانَ عِنْدَكَ غِواثٌ، فَإِذا هِيَ بِالمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ (14)_أَوْ قالَ: بِجَناحِهِ_ حَتَّى ظَهَرَ الماءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِها هَكَذا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الماءِ فِي سِقائِها وَهُوَ يَفُورُ (15) بَعْدَ ما تَغْرِفُ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلعم: «يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ إِسْماعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ_أَوْ قالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الماءِ_؛ لَكانَ (16) عَيْنًا مَعِينًا»، قالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَها، فَقالَ لَها المَلَكُ: لا تَخافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَهُنا بَيْتَ اللهِ يَبْنِي هَذا الغُلامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللهَ لا يُضِيِّعُ أَهْلَهُ، وَكانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ (17) عَنْ يَمِينِهِ وَشِمالِهِ، فَكانَتْ (18) كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِم رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَداءٍ (19) ، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوا طائِرًا / عائِفًا، فَقالُوا: إِنَّ هَذا الطَّائِرَ يَدُورُ (20) حَوْلَ ماءٍ، لَعَهْدُنا بِهذا الوادِي وَما فِيهِ ماءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ فَإِذا هُمْ بِالماءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالماءِ، فَأَقْبَلُوا وَأُمُّ إِسْماعِيلَ عِنْدَ الماءِ، فَقالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنْ لا حَقَّ لَكُم فِي الماءِ، قالُوا: نَعَمْ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلعم: «فَأَلْفى (21) ذَلِكَ أُمَّ إِسْماعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الإِنْسَ»، فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُم حَتَّى إِذا كانَ بِها أَهْلُ أَبْياتٍ مِنْهُم، وَشَبَّ الغُلامُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُم وَأَنْفَسَهُم وَأَعْجَبَهُم حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُم، وَماتَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَجاءَ إِبْراهِيمُ ◙ بَعْدَ ما تَزَوَّجَ إِسْماعِيلُ يُطالِعُ تَرِكَتَهُ فَلَمْ يَجِدْ إِسْماعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا، ثُمَّ سَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ (22) إِلَيْهِ، قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ؛ فَاقْرَئِي (23) عَلَيهِ السَّلامَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بابِهِ، فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ كأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقالَ: [هَلْ] (24) جاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، جاءَنا شَيْخٌ كَذا وَكَذا، فَسَأَلَنا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنا، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ، قالَ: فَهَلْ أَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بابِكَ، قالَ: ذاكَ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَطَلَّقَها، وَتَزَوَّجَ مِنْهُم أُخْرَى، فَمَكَثَ عَنْهُمْ إِبْراهِيمُ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَدَخَلَ عَلى امْرَأَتِهِ، فَسَأَلَها عَنْهُ، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا، قالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ وَسَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِم؟ فَقالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلى اللهِ تَعالى، قالَ: فَما طَعامُكُمْ؟ قالَتِ اللَّحْمُ، قالَ: فَما شَرابُكُمْ؟ قالَتِ: الماءُ، قالَ: اللَّهُمَّ؛ بارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالماءِ، قالَ النَّبيُّ صلعم: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كانَ لَهُمْ؛ دَعا (25) لَهُمْ فِيهِ»، قالَ: فَهُما لا يَخْلُو عَلَيْهِما أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوافِقَاهُ، قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ؛ فَاقْرَئِي عَلَيهِ السَّلامَ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بابِهِ، فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ قالَ: هَلْ أَتاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَتانا شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَأَثْنَتْ عَلَيهِ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي (26) كَيْفَ عَيْشُنا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ، قالَ: فَأَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بابِكَ، قالَ: ذَلِكِ (27) أَبِي، وَأَنْتِ العَتَبَةُ أَمَرَنِي (28) أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُم ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ جاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْماعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قامَ إِلَيهِ فَصَنَعا كَما يَصْنَعُ الوالِدُ بِالوَلَدِ وَالوَلَدُ بِالوالِدِ (29) ، ثُمَّ قالَ: يا إِسْماعِيلُ؛ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ، قالَ: فَاصْنَعْ (30) ما أَمَرَكَ رَبُّكَ، / قالَ: وَتُعِينُنِي؟ قالَ: وَأُعِينُكَ، قالَ: فَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَهُنا بَيْتًا، وَأَشارَ إِلى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلى ما حَوْلَها، قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعا القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْماعِيلُ يَأْتِي بِالحِجارَةِ وَإِبْراهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذا ارْتَفَعَ البَيْتُ (31) ؛ جاءَ بِهَذا الحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقامَ عَلَيهِ وَهُوَ يَبْنِي، وَإِسْماعِيلُ يُناوِلُهُ الحِجَارَةَ وَهُما يَقُولانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127] قالَ: فَجَعَلا يَبْنِيانِ حَتَّى يَدُورا (32) حَوْلَ البَيْتِ وَهُما يَقُولانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127] .
وَعَنْهُ قالَ: لَمَّا كانَ بَيْنَ إِبْراهِيمَ وَأَهْلِهِ (33) ما كانَ؛ خَرَجَ بِإِسْماعِيلَ وَأُمِّ إِسْماعِيلَ وَمَعَهُم شَنَّةٌ فِيها ماءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ فَيَدِرُّ لَبَنُها عَلى صَبِيِّها حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَضَعَها تَحْتَ دَوْحَةٍ ثُمَّ رَجَعَ إِبْراهِيمُ إِلى أَهْلِهِ، فَاتَّبَعَتْهُ أُمُّ إِسْماعِيلَ حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَدَاءً نادَتْهُ مِنْ وَرائِهِ: يا إِبْراهِيمُ؛ إِلى مَنْ تَتْرُكُنا؟ قالَ: إِلى اللهِ، قالَتْ: رَضِيتُ بِاللهِ، قالَ: فَرَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ، وَيَدِرُّ لَبَنُها عَلى صَبِيِّها حَتَّى لَمَّا فَنِيَ الماءُ، قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ؛ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفا، فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ هَلْ تُحِسُّ أَحَدًا؟ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، فَلَمَّا بَلَغَتِ الوادِي؛ سَعَتْ [حَتَّى] (34) أَتَتِ المَرْوَةَ وَفَعَلَتْ (35) ذَلِكَ أَشْواطًا، ثُمَّ قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ ما فَعَلَ، تَعْنِي الصَّبِيَّ، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذا هُوَ عَلى حالِهِ كَأنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ، فَلَمْ تُقِرَّها نَفْسُها، فَقالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ؛ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ (36) الصَّفا، فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، حَتَّى أَتَمَّتْ سَبْعًا، ثُمَّ قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ ما فَعَلَ؟ فَإِذا هِيَ بِصَوْتٍ، فَقالَتْ: أَغِثْ إِنْ كانَ عِنْدَكَ خَيْرٌ، فَإِذا بِجِبْرِيلَ، قالَ: فَقالَ بِعَقِبِهِ هَكَذا وَغَمَزَ عَقِبَهُ عَلى الأَرْضِ، قالَ: فَانْبَثَقَ (37) الماءُ، فَدَهَشَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ فَجَعَلَتْ تَحْفِزُ (38) ، قالَ: فَقالَ أَبُو القاسِمِ صلعم: «لَوْ تَرَكَتْهُ؛ كانَ الماءُ ظاهِرًا»، قالَ (39) : فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ [مِنَ] (40) الماءِ وَيَدِرُّ لَبَنُها عَلى صَبِيِّها، قالَ: فَمَرَّ ناسٌ مِنْ جُرْهُمَ بِبَطْنِ الوادِي، فَإِذا هُمْ بِطَيْرٍ.. وَذَكَرَ الحَدِيثَ.
وَفِيهِ: أَنَّ إِبْراهِيمَ ◙ إِذْ جاءَ فِي [المَرَّةِ] (41) الثَّانِيَةِ قالَ: أَيْنَ إِسْماعِيلُ؟ قالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقالَتْ: أَلا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ، فَقالَ: وَما طَعامُكُمْ؟ وَما شَرابُكُمْ؟ قالَتْ: طَعامُنا اللَّحْمُ، وَشَرابُنا الماءُ، قالَ: اللَّهُمَّ؛ بارِكْ لَهُم فِي طَعامِهِم وَشَرابِهِمْ، قالَ: فَقالَ أَبُو القاسِمِ صلعم: «بَرَكَةٌ بِدَعْوَةِ إِبْراهِيمَ»... الحَدِيث، وَقالَ فِيهِ: يا إِسْماعِيلُ؛ إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قالَ: إنَّهُ (42) قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيهِ، قالَ: إِذَنْ أَفْعَلُ، أَوْ كَما قال، وَقالَ: حَتَّى ارْتَفَعَ البِناءُ وَضَعُفَ / الشَّيْخُ عَلى نَقْلِ الحِجارَةِ، فَقامَ عَلى حَجَرِ المَقامِ.
خَرَّجَهُما (43) فِي ذِكْرِ الأَنْبِياءِ مِنْ كِتابِ بَدْءِ الخَلْقِ. [خ¦3364] [خ¦3365]
[1] في (أ) و(ت) و(م): (النِّساء).
[2] في (ص) و(ق): (وضعها).
[3] في (ص): (تمرٍ).
[4] سقط من (ص).
[5] سقط من (ص) و(ق).
[6] في (ص) و(ق) و (ك): (البيت).
[7] زيد في (أ) و(ت) و(م): {عند بيتك المُحرَّم}.
[8] سقط من (أ).
[9] في (أ) و(ت): (وعطشت).
[10] في (ق): (تلبط).
[11] سقط من (ق).
[12] في (ق): (ذرعها).
[13] سقط من (ك).
[14] في (ص): (بقعبه).
[15] في (ص): (يقور).
[16] في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: (لكانت زمزم).
[17] في (أ): (فتأخذه).
[18] في (أ): (وكانت)، وفي (ق): (فكان).
[19] في (أ) و(ص) و(ق): (كذا).
[20] في (أ) و(ت) و(م): (ليدور).
[21] في (أ): (فألقى).
[22] في (أ) و(ت) و(م): (وشكت).
[23] في (ص) و(ق): (اقرئي).
[24] سقط من (أ) و(ت).
[25] في (أ): (لدعا).
[26] في (ص): (فسألنا).
[27] في (ق): (ذاك).
[28] في (ق): (أمرك).
[29] في (ق): (والوالد).
[30] في (أ) و(ت): (اصنع).
[31] في (أ) و(ت) و(م): (البناء).
[32] في (أ): (يذورا)، وفي (ص): (تدوَّر)، وفي (ك): (تدورا).
[33] في (أ) و(ت) و(م): (وبين أهله).
[34] سقط من (ص) و(ق) و(ك).
[35] في (أ) و(ت) و(م): (ففعلت).
[36] في (ص): (فصَعَدَت).
[37] في (أ) و(ت) و(ص): (فانشق).
[38] في (ص) و(ق): (تحفر).
[39] في (أ): (قالت).
[40] سقط من (أ) و(ت).
[41] سقط من (أ) و(ت).
[42] في (أ) و(ت) و(م): (فإنه).
[43] في (أ) و(ت) و(م): (خرجه).