الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه

          2534- مسلم: عنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ ☺ قال: ضَحَّى خَالِي أبو بُردَةَ قبلَ الصَّلاةِ، فقالَ رسولُ الله صلعم: «تِلكَ شاةُ لَحمٍ» فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنَّ عِندِي جَذَعَةً منَ المَعْزِ(1) ، فقالَ: «ضحِّ بِها، ولا تَصلُحُ لِغيرِكَ»، ثمَّ قال: «من ضحَّى قبلَ الصَّلاةِ؛ فإنَّما ذَبحَ لِنفسِهِ، ومن ذَبحَ بعدَ الصَّلاةِ؛ فقد تمَّ نُسُكُهُ وأصابَ سُنَّةَ المُسلِمينَ».
          وعنه: أنَّ خَالَه أبَا بُردَةَ بنِ نِيَارٍ ذَبحَ قَبلَ أنْ يَذبحَ النَّبيُّ صلعم، فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنَّ هذا يومٌ اللَّحمُ فيه مَقرومٌ(2) ، وإنِّي عَجَّلتُ نَسِيكَتِي(3) لأُطِعمَ أَهلِي وجِيرَاني وأهلَ دَارِي، فقالَ رسولُ الله صلعم: «أَعِدْ نُسُكًا»، فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنَّ عندِي عَناقَ(4) لَبَنٍ(5) هي خَيرٌ من شَاتَيْ لَحمٍ، فقال: «هي خَيرٌ [من](6) نَسِيكَتِكَ(7) ، ولا تُجزِئ(8) جَذَعَةٌ عن أَحدٍ بَعدَكَ».
          وعنه قال: قال رسولُ الله صلعم: «من صَلَّى صَلاتَنا، ووجَّه قِبْلَتَنا، ونَسَكَ نُسُكَنَا؛ فلا يَذبَحْ حتَّى نُصلِّي(9) » فقالَ خَاِلي: يا رسولَ الله؛ قد نَسَكتُ عن ابنٍ لي، فقالَ: «ذلك شيءٌ عَجَّلتَه لِأَهلِكَ» / فقال: إنَّ عِندِي شَاةً خيرٌ من شَاتِينِ، قال: «ضَحِّ بها، فإنَّها خيرُ نَسِيْكَته (10) ».
          وعنه قال: قال رسولُ الله صلعم: «إنَّ أوَّلَ ما نَبدأُ بِه في يومِنَا هذا [أنْ] (11) نُصلِّي، ثمَّ نَرجِعُ فنَنْحَرُ، فمنْ فَعلَ ذَلك؛ فقدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومن ذَبحَ [قبل] (12) ؛ فإنَّما هو لَحمٌ قدَّمَهُ لِأَهلِهِ لَيس منَ النُّسُكِ في شَيءٍ»، وكان أبو بُردَةَ بنُ نِيَارٍ قد ذَبحَ، فقال: عِندي جَذَعَةٌ خَيرٌ من مُسِنَّةٍ، فقال: «اذبَحها، ولن تُجزِئُ (13) عن أَحدٍ بَعدَك». [خ¦968]
          وعنه قال: خَطَبَنا رسولُ الله صلعم في يَومِ نَحرٍ، فقالَ: «لا يُضَحِّينَّ أَحدٌ حتَّى يُصَلِّيَ»، فقالَ رَجلٌ: عِندِي عَنَاقُ لَبَنٍ هي خَيرٌ من شَاتَي لَحْمٍ، قال: «فَضَحِّ بِها، ولا تَجْزِي جَذَعَةٌ عن أحدِ بَعدَك».
          وعنه قال: ذَبحَ أبو بُردَةَ قَبلَ الصَّلاةِ، فقالَ له النَّبيُّ صلعم: «أبدِلْها» فقال: يا رسولَ الله؛ ليس عِندِي إلَّا جَذَعَةٌ (14) . .. الحديثَ،قال شُعبَةُ: وأظنُّهُ قال: وهي خيرٌ من مُسنَّةٍ، فقالَ رسولُ الله صلعم: «اجعلْهَا مَكانَها، ولن تَجزِيَ عن أحدٍ بَعدَكَ»، [خ¦5557] وقد رُويَ عن شُعبَةَ من غَيرِ شَكٍّ (15) . [خ¦5560]
          - البخاري: عنِ البَراءِ أيضًا قال: خرجَ النَّبيُّ صلعم يومَ أضَحًى إلى البَقيعِ فصلَّى رَكعتَينِ، ثمَّ أقبلَ عَلينا بِوجْهِهِ، فقال: «إنَّ أوَّلَ نُسُكِنَا في يَومِنَا هذا أن نَبدَأ بالصَّلاةِ، ثمَّ نَرجِعُ فَننْحَرَ» بمثلِ ما تقدَّم. [خ¦976]
          وفي بعضِ طُرُقِهِ: فقالَ أبو بُردَةَ بنِ نِيَارٍ خَالُ البَراءِ: يَا رسولَ الله؛ إنِّي نَسَكتُ شَاتِي قبلَ الصَّلاةِ، وعَرَفتُ أنَّ اليومَ يومُ أكلٍ وشُرْبٍ، وأَحَببتُ أن تكونَ شَاتِي أوَّلَ تُذبَحُ في بِيتي، فذَبحتُ شَاتي، وتَغدَّيتُ قبلَ أن آتيَ الصَّلاةَ، قال: «شَاتُكَ شاةُ لَحمٍ» فقالَ: يا رسولَ الله؛ فإنَّ عِندَنا عَنَاقًا لنا جَذَعَةً، وذكرَ الحَديثَ. [خ¦955]
          وفي بعضِ طُرُقِه أيضًا: أنَّ البَراءَ كان عِندَه ضَيفٌ فتعجَّلَ (16) بالذَّبيحةِ من أَجلِهِ.
          ذكرَه في الأيمانِ والنُّذورِ [خ¦6673] ، وفي أوَّلِ إِسنَادِه لِهذا الحديثِ: كتبَ إليَّ مُحمَّدُ بنُ بَشَّار (17) ، وفي روايةِ المُستَملي: كُتِبَ إليَّ من مُحمَّدِ بنِ بَشَّارَ، وذكر الإسنادَ والحديثَ.


[1] في (ص): (المعَزِ)، وفي (ق): (المعِز).
[2] في المطبوع: (مكروه).
[3] في (ص): (نسكتي).
[4] في (ص) و(ق) و(ك): (عناقًا).
[5] في (ص): (لبنٌ).
[6] سقط من (ت).
[7] في (أ) و(ت) و(ك): (نسيكتيك).
[8] في غير (ص): (تَجزي).
[9] في غير (ص) و(ق): (يصلي).
[10] في (ت) والمطبوع: (نسيكةٍ).
[11] سقط من (أ) و(ت).
[12] سقط من (أ) و(ت).
[13] في غير (ق): (تَجزي).
[14] في (ص): (جذعةً).
[15] زيد في (أ) و(ت): (أيضًا).
[16] في (أ) و(ت): (فعجل)، وفي حاشية (أ) كالمثبت.
[17] في (ص): (يسار).