غاية التوضيح

باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم

          ░6▒ قولُهُ: (الْخَوَارِجِ) وهمُ الذين خرجوا عنِ الدِّين وأنكروا على عليٍّ ☺ التَّحكيمَ الذي كان بينه وبين معاويةَ ☺، وكانوا ثمان مئةٍ، وقيل: أكثر(1) من عشرة آلافٍ، وفارقوهُ، فأرسلَ إليهم أن يحضروا، فامتنعوا حتَّى يشهدَ على نفسِهِ بالكفر؛ لرضاهُ بالتَّحكيم، وكانوا يقتلون من مرَّ بهم من المسلمين، فقتلوا عبدَ الله بن الرتِّ، وبقروا بطنَ سريَّتِهِ، فخرج عليٌّ ☺ فقتلَهم بالنَّهروان، فلم ينجُ منهم إلَّا دون العشرة، ولم يُقتَلْ ممَّن معه إلَّا دون العشرة، ولمَّا ولي عبدُ الله بن الزُّبير الخلافةَ؛ ظهروا بالعراق وأبطلوا رجمَ المُحصَن، وقطعوا يدَ السَّارق من الإبط، وأوجبوا الصَّلاةَ على الحائض، [و] منهم من أنكرَ سورةَ يوسفَ من القرآن؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          وقيل: الخوارجُ طائفةٌ من المبتدعة لهم مقالاتٌ؛ مثل: تكفير العبد بالكبيرة، وجواز كونِ الإمامِ من غير قريشٍ، والمُلِحدُ: العادلُ عنِ الحقِّ المائلُ إلى الباطل.
          قولُهُ: (فَجَعَلُوهَا) أي: أوَّلوها(2).


[1] في (أ): (الأكثر).
[2] في (أ): (ألوها)، وهو تحريفٌ.