انتقاض الاعتراض

حديث: أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي

          335- قوله: في حديث جابر: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً».
          قال (ح): لا يعترض بأن / نوحًا كان مبعوثًا إلى أهل الأرض بعد الطُّوفان؛ لأنَّهُ لم يبق إلَّا مَن كان مؤمنًا معه، وقد كان مُرْسَلًا إليهم؛ لأنَّ هذا العمومَ لم يكن في أصل بعثته، وإنَّمَا اتَّفق بالحادث الَّذي وقع، وهو انحصار الخَلْقِ في الوجود مِن بعد هلاك سائر النَّاس، وأمَّا نبيُّنا صلعم فَثَبَتَ اختصاصه بذلك، وساق الكلام على(1) ذلك فانْتَهَبَه بحذافيره إلى أنْ قال: وعندي جوابٌ آخر، وهو: أنَّ الطُّوفان لم يُرسل إلَّا على قومه الَّذي هو منهم، ولم يكن عامًّا، انتهى.
          وكأنَّهُ تلَّقى ذلك مِن دعوى أهل الْمِلَلِ أنَّ الطَّوفان لم يكن عامًّا في جميع الأرض، وهو خلافُ ما أطبق عليه أهل الإسلام.


[1] في (د): «في».