الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

3667- 3668- حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلَالٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (1):
عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ _قال إِسْماعِيلُ: يَعْنِي (2) بِالْعالِيَةِ_ فَقامَ عُمَرُ يَقُولُ: واللَّهِ ما ماتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _قالَتْ: وَقال عُمَرُ: واللَّهِ ما كانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذاكَ_ وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ (3) أَيْدِيَ رِجالٍ وَأَرْجُلَهُمْ. فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
/
فَقَبَّلَهُ، قالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فَقالَ: أَيُّها الْحالِفُ على رِسْلِكَ. فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقالَ: أَلا مَنْ كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ ماتَ، وَمَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ. وَقالَ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } [الزمر: 30]. وَقالَ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران: 144]. قالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ. قالَ: واجْتَمَعَتِ الأَنْصارُ إلى سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي ساعِدَةَ، فقالوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكانَ عُمَرُ يَقُولُ: واللَّهِ ما أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي، خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فقال فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَراءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَراءُ. فقال حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا واللَّهِ لَا نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فقال أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الأُمَراءُ، وَأَنْتُمُ الْوُزَراءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دارًا، وَأَعْرَبُهُمْ (5) أَحْسابًا، فَبايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبا عُبَيْدَةَ (6). فقال عُمَرُ: بَلْ نُبايِعُكَ أَنْتَ؛ فَأَنْتَ سَيِّدُنا، وَخَيْرُنا، وَأَحَبُّنا إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبايَعَهُ، وَبايَعَهُ النَّاسُ، فقال قائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ. فقال عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ.


[1] في رواية أبي ذر: «أخبرني عروة بن الزبير»، وفي (ب، ص): «قال: أخبرني...».
[2] في رواية أبي ذر: «تعني».
[3] في رواية أبي ذر: «فَلَيُقَطِّعَنَّ».
[4] قوله: « صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
[5] صحَّح عليها في اليونينيَّة.
[6] في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الجَرّاح».