تراجم البخاري

باب قوله تعالى {ولتصنع على عيني}

          ░17▒ بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِتُصنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه:39]
          ليس المراد إثبات الجارحة بل صفة الكمال لله تعالى ونفي النقص المنسوب إلى الدَّجَّال عنه [... في إثبات البصر لا الجارحة... فالمجسمة أثبتوا الجارحة وأهل... لا يعقل ما هي، وقيل: يفوض أمرها إلى...](1)، وإدراك المبصرات وهذا أقوى وأرجح والذي قبله أسلم. [خ¦97/17-10948]


[1] ما بين المعقوفتين بياضٌ في الهندية، وأما في المخطوطة فوقع طمسٌ فيها طمس، وقول ابن المنير الذي هو الأصل لكلام ابن جماعة هنا: وجه الاستدلال على إثبات العين لله، لا بمعنى الجارحة من قوله: «إن الله ليس بأعور»، إنَّ العور عُرْفَاً عدم العين، وضد العور ثبوت العين. فلمَّا نفى عن الحق جل جلاله هذه النقيصة-وهي عدم العين- لزم ثبوت الكمال بضدِّها، وهو وجود العين، وعلى التمثيل والتقريب للفهم، لا على معنى إثبات الجارحة. وبين المتكلمين خلافٌ في مقتضى لفظ العين ونحوها؛ فمنهم من جعلها صفاتٍ سمعيةٍ أثبتها السمع له، ولم يهتد إليه العقل، وكذلك الوجه واليد والجنب، ومنهم من جعلها كناية عن صفة البصر، واليد كنايةً عن صفة القدرة، ومنهم من آمن بها إيماناً بالغيب، وفوَّض في معناها إلى الله تعالى. والله أعلم. المتواري (419).