تراجم البخاري

المحاربين والحدود

          ░░86▒▒ المُحَارِبِين وَالحُدُود(1)


[1] في بعض النسخ فُصِلَ بين كتاب الحدود وكتاب المحاربين. قال الحافظ ابن حجر معلقاً على هذا الأمر: (قوله كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة)كذا هذه الترجمة ثبتت للجميع هنا، وفي كونها في هذا الموضع إشكالٌ، وأظنها مما انقلب على الذين نسخوا كتاب البخاري من المسودة، والذي يظهر لي أنَّ محلها بين كتاب الديات وبين استتابة المرتدين، وذلك أنَّها تخللت بين أبواب الحدود، فإنَّ المصنف ترجم كتاب الحدود وصدره بحديث: « لا يزني الزاني وهو مؤمنٌ » وفيه ذكر السرقة وشرب الخمر، ثم بدأ بما يتعلق بحدِّ الخمر في أبواب ثم بالسرقة كذلك، فالذي يليق أنْ يُثَلِّثَ بأبواب الزنا على وفق ما جاء في الحديث الذي صدر به، ثمَّ بعد ذلك إمَّا أنْ يقدم كتاب المحاربين وإما أنْ يؤخِّره، والأَوْلَى أنْ يؤخِّره ليعقبه باب استتابة المرتدين، فإنَّه يليق أنْ يكون من جملة أبوابه ولم أر منْ نبَّه على ذلك إلا الكرماني؛ فإنَّه تعرَّض لشيءٍ من ذلك في باب إثم الزناة ولم يستوفه كما سأنبه عليه، ووقع في رواية النسفي زيادة قد يرتفع بها الإشكال، وذلك أنَّه قال بعد قوله: (من أهل الكفر والردة) فزاد ومن يجب عليه الحد في الزنا، فإنْ كان محفوظاً فكأنَّه ضَمَّ حد الزنا إلى المحاربين لإفضائه إلى القتل في بعض صوره بخلاف الشرب والسرقة، وعلى هذا فالأَوْلَى أنْ يبدِّل لفظ كتاب بباب، وتكون الأبواب كلُّها داخلةٌ في كتاب الحدود. فتح الباري (12/133).