تراجم البخاري

باب قوله تعالى {إن الله هو الرزاق} الآية

          ░3▒ بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} [الذاريات:58] الآية
          وقع في بعض النُّسخِ: (أنِّي أنا الرَّزَّاق) وهو سهوٌ لا محالة(1).
          وجه مطابقة الحديث للترجمة بالآية أنَّ الصبر على الأذى مع القدرة على الانتقام أبلغ ما يكون من الصبر، فكيف مع الإحسان إليهم برزقهم وبعافيتهم(2)، فأشار بقوله تعالى: {هُوَ الرَّزَّاقُ} إلى قوله: (ويَرْزُقُهُمْ ويُعَافِيهِمْ)، وأشار إلى قوله: {ذُو القُوَّةِ} إلى الصَّبرِ البالغ عليهم، ويجوز أنْ يكون أشار بقوله: {ذُو القُوَّةِ المَتِينِ} [الذاريات:58] إلى قدرته على ما لا يقدر عليه غيره من الإحسان إلى المبالغ في الأذى والعدوان، ويكون البخاري لحظ هذا المعنى. والله أعلم(3). [خ¦97/3-10906]


[1] قال الحافظ ابن حجر: (قوله باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}) كذا لأبي ذرٍّ والأصيلي والحمويي على وفق القراءة المشهورة، وكذا هو عند النسفي وعليه جرى الإسماعيلي، ووقع في رواية القابسي: (إنَّي أنا الرزاق) إلخ وعليه جرى ابن بطَّال وتبعه ابن المنير والكرماني وجزم به الصغاني، وزعم أنَّ الذي وقع عند أبي ذرٍّ وغيره من تغييرهم لظنِّهم أنَّه خلاف القراءة، قال: وقد ثبت ذلك قراءة عن ابن مسعود. قلت: وذكر أنَّ النَّبيَّ صلعم أقرأه كذلك، كما أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من طريق عبد الرحمن بن يزيد النَّخْعي عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلعم،فذكره قال أهل التفسير: المعنى في وصفه بالقوة أنَّه القادر البليغ الاقتدار على كل شيء. فتح الباري (13/440).
[2] قوه: «وبعافيتهم» سقط من الهندية.
[3] يُنظر فتح الباري (13/441).