تغليق التعليق

باب متى يستوجب الرجل القضاء

          ░16▒ قولُهُ: باب متى يستوجب [الرَّجل] القضاء.
          وقال الحسن: أخذ الله على الحكَّام ألَّا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا النَّاس، ولا يشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا، ثمَّ قرأ: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاس بِالحَقِّ} إلى آخر الآية [ص:26] ، وقرأ: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا...} الآية إلى {الكَافِرُونَ} [المائدة:44] ، وقرأ: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القَوْمِ...} إلى قوله: {حُكْمًا وَعِلمًا} [الأنبياء:78- 79] قال: فحمد سليمان، ولم يلم داود، ولولا ما ذكر الله من أمر هذين؛ لرأيتَ أن القُضاةَ هلكوا، فإنه أثنى على هذا بعلمه، وعذر هذا باجتهاده.
          وقال مزاحم بن زُفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمَسٌ إذا أخطأ القاضي منهن خصلةٌ؛ كانت فيه وصمة: أن يكون فهمًا، حليمًا، عفيفًا، صليبًا، عالمًا، سؤولًا عن العلم. /
          أمَّا أثر الحسن؛ فأخبرنا به أبو العبَّاس أحمد بن الحسن قراءةً عليه: أخبرنا أحمد بن كشتغدي: أخبرنا أبو الفرج بن الصَّيْقَل، عن أبي المكارم التَّيميِّ: أنَّ أبا عليٍّ الحدَّاد أخبره: أخبرنا أبو نعيم: حدَّثنا أبو إسحاق بن حمزة: حدَّثنا محمَّد بن خلف: حدَّثنا محمَّد بن إبراهيم مَرْبعُ: حدَّثنا سعيد: حدَّثنا أبو العوام، عن قتادة، عن الحسن به.
          وأُنبئتُ عن غير واحدٍ، عن أحمد بن يعقوب: أنَّ أبا المعالي بن اللَّحَّاس أخبره عن أبي القاسم بن البسريِّ: أخبرنا أبو أحمد الفرضيُّ: حدَّثنا محمَّد بن يحيى الصوليُّ: حدَّثنا القاسم بن إسماعيل: حدَّثنا محمَّد بن سلام: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن حُمَيْدٍ قال: دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين اسْتُقْضِيَ قال: فبكى إياس، وقال: يا أبا سعيد؛ يقولون: القضاة ثلاثة: اثنان في النَّار، وواحدٌ في الجنَّة، فقال الحسن: إنَّ فيما قضى الله عليك من نبأ سليمان ما يَرُدُّ على من قال هذا، وقرأ: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} إلى قوله: {شَاهِدِينَ} [الأنبياء:78] فحمد سليمان لصوابه، ولم يَذُمَّ داود لخطئه.
          وأخبرنا عبد الله بن عمر بن عليٍّ قال: قُرِئَ على عائشة بنت عليِّ بن عمر وأنا أسمع: أنَّ أحمد بن عليِّ بن يوسف أخبرهم: أخبرنا أبو القاسم البوصيريُّ: أخبرنا عليُّ بن الحسين الفرَّاء: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل: أخبرنا أبي: أخبرنا أحمد بن مروان: حدَّثنا أحمد بن يوسف: حدَّثنا أبو عبيد: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن مهدي: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة...؛ فذكر نحوه.
          وأمَّا رواية مزاحم؛ فقال سعيد بن منصور في «السُّنن»: حدَّثنا عباد بن عباد: حدَّثنا مزاحم بن زُفر قال: قدمنا على عمر بن عبد العزيز في خلافته وَفْدٌ من أهل الكوفة، فسألَنَا عن بلادنا، وقاضينا، وعن أمره، وقال: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة؛ كانت فيه وصمة صماءُ: أن يكون فهمًا، حليمًا، عفيفًا، عالمًا، سؤولًا عن العلم.
          ورواه ابن سعد، عن عفَّان، عن عباد نحوه.
          قال: وأخبرنا محمَّد بن عبد الله الأسديُّ: حدَّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن عبد العزيز قال: لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيًا حتَّى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوي الرَّأي، لا يبالي بملامة النَّاس.