المتواري على أبواب البخاري

باب الصلاة في مسجد السوق

          ░87▒ باب الصَّلاة في مساجد السُّوق
          وصلَّى ابن عونٍ(1) في مسجدٍ في دار يُغلَق عليهم(2) الباب.
          53- فيه أبو هريرة: قال النَّبيُّ صلعم : «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجةً...» الحديث. [خ¦477].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قلتَ: ما وجه مطابقة التَّرجمة لحديث ابن عمر: «ولم يُصلِّ في سوقٍ»، وللحديث الآخر، وليس فيه للمسجد في السُّوق ذكرٌ؟ قلتُ: أراد البخاريُّ إثبات جواز بناء المسجد داخل السُّوق؛ لئلَّا يتخيَّل أنَّ المسجد في المكان المحجور لا يسوغ، كما أنَّ مسجد الجمعة لا يجوز أن يكون محجوراً، فنبَّه بصلاة ابن عمر على أنَّ المسجد الذي صلَّى فيه كان محجوراً، ومع ذلك فله حكم المساجد، ثمَّ خصَّ السُّوق في التَّرجمة لئلَّا يتخيَّل أنَّها لمَّا كانت شرَّ البقاع وبها يَرْكُز الشَّيطان رايته _كما ورد في الحديث(3)_ يمنع ذلك من اتِّخاذ المساجد فيها، وينافي العبادة كما نافتها(4) الطُّرقات ومواضع العذاب والحَمَّام وشبهه، فبيَّن بهذا الحديث أنَّها محلٌّ للصَّلاة كالبيوت، فإذا كانت محلاًّ للصَّلاة جاز أنْ يُبنى فيها المسجد، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «ابن عمر».
[2] في (ع): «عليه».
[3] رواه مسلم ░2451▒ عن سلمان موقوفاً قال: «لا تكونن إن استطعت، أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته».
[4] في (ت) و(ع): «كمنافاتها».