المتواري على أبواب البخاري

باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه

          ░34▒ باب الرجل يتكلَّف لإخوانه الطعام
          560- فيه أبو مسعودٍ: «كان من الأنصار رجلٌ يقال له أبو شعيبٍ، وكان له غلامٌ لحَّامٌ، فقال: اصنع لي طعاماً أدعو النبيَّ صلعم خامس خمسةٍ، (فدعا النبيَّ صلعم خامس خمسةٍ)، فتبعهم رجلٌ، فقال النبيُّ صلعم : إنَّك دعوتنا خامس خمسة، وهذا رجلٌ قد تَبِعنا، فإن شئت أَذِنْتَ له، وإن شئت تركتَه، قال: بل أذِنْت له». [خ¦5434].
          [قلتَ رضي الله عنك:] ترجم لهذا الحديث بصيغة التكلُّف، ولم يترجم كذلك لحديث أبي طلحة، وسرُّ ذلك أنَّه قال لغلامه: «اصنع لي طعاماً لخمسةٍ» فكانت نيَّته في الأصل(1) التحديد، ولهذا لم يأذن النبيُّ صلعم للسادس حتَّى أَذِن له أبو شعيبٍ.
          أمَّا(2) حديث أبي طلحة، فإنَّه استصحب معه أمَّةً كبيرةً لم يدعُها أبو طلحة؛ لاسترسال نيَّة أبي طلحة من الأوَّل، والمعروف أنَّ التحديد ينافي البركة، والاسترسال يلائمها(3)، والتحديد في الطعام حال المتكلِّف، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «الأصالة».
[2] في (ت): «وأما».
[3] في (ت) و(ع): «يلائمه».