المتواري على أبواب البخاري

باب شاة مسموطة والكتف والجنب

          ░26▒ باب الشاة المَسْمُوطة، والكَتِف والجَنب
          556- فيه قتادة: «كنَّا نأتي أنس بن مالكٍ وخبَّازُه(1) قائمٌ، (قال: كُلُوا)(2)، فما أعلم النبيَّ صلعم رأى رغيفاً مرقَّقاً حتَّى لَحِق بالله، ولا رأى شاةً سَمِيطاً بعينه قطُّ». [خ¦5421].
          557- وفيه(3) عمر بن أميَّة: قال: «رأيت النبيَّ صلعم يحتزُّ من كتف شاةٍ، فأكل منها، فدُعي إلى الصلاة، فقام فطرح السِّكِّين، فصلَّى ولم يتوضَّأ». [خ¦5422].
          [قلتَ رضي الله عنك:] ظنَّ الشارح أنَّ مقصود الترجمة تحقيق أنَّه أكل السميط، فأورد عليه حديث أنسٍ أنَّه ما رأى سميطاً قطُّ، واعتقد أنَّ البخاريَّ أراد ذلك فتلقَّاه(4) مِنْ: «حزَّها بالسكين»، وإنَّما تُحزُّ إذا شويت بجلدها.
          وجمع بينهما بأنَّ المنفيَّ سمط(5) جميع الشاة، والمثبت سمط بعضها، وذلك كلُّه وهمٌ، ليس في حزِّ الكتف ما يدلُّ على أنَّها كانت مَسْموطةً، بل إنَّما حزَّها لأنَّ عادة العرب في الغالب أن لا تنضج اللحم، والشواء المهضَّب يتمادحون بأكله، وهو الذي لم ينضج، فلعدم نضجها احتيج إلى حزِّها، والحديثان متَّفقان.


[1] زاد في الأصل: «هو».
[2] ليست في (ع).
[3] في (ع): «فيه» بدون واو.
[4] في (ت) و(ع): «وتلقاه».
[5] في الأصل: «سلخ».