المتواري على أبواب البخاري

باب الوضوء من النوم

          ░53▒ باب الوضوء من النَّوم، ومن لم ير [من] النَّعسة والنَّعستين والخفقة وُضوءاً
          34- فيه عائشة ♦: أنَّ رسول الله ( صلعم )(1) قال: «إذا نَعَس أحدكم وهو يصلِّي فليرقد حتَّى يذهب عنه النَّوم، فإنَّ أحدكم إذا صلَّى وهو ناعسٌ لا يدري لعلَّه يستغفر فيسبُّ نفسه». [خ¦212].
          35- وفيه أنسٌ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «إذا نعس أحدكم في الصَّلاة فلينم حتَّى يعلم ما يقول(2)». [خ¦213].
          [قال سيدنا الفقيه وفقه الله:] إن قلتَ: كيف مخرج التَّرجمة من الحديث ومضمونها ألَّا يتوضَّأ من النُّعاس الخفيف، ومضمون الحديث النَّهي عن الصَّلاة مع النُّعاس؟ قلتُ: إمَّا أن يكون تلقَّاها(3) من مفهوم تعليل النَّهي / عن الصَّلاة حينئذٍ بذهاب العقل المؤدِّي إلى أن يعكس الأمر، يريد أن يدعو فيسبَّ نفسه، دلَّ أنَّه (إن) لم يبلغ هذا المبلغ صلَّى به.
          وإمَّا أن يكون تلقَّاها من كونه إذا بدأ به النُّعاس وهو في النَّافلة اقتصر على إتمام(4) ما هو فيه ولم يستأنف أخرى، فتمادِيهِ على ما كان فيه يدلُّ على أنَّ النُّعاس اليسير لا ينافي الطَّهارة(5)، وليس بصريحٍ في الحديث، بل يحتمل قطع الصَّلاة التي هو فيها، ويحتمل النَّهي عن استئناف شيءٍ آخر، والأوَّل أظهر.


[1] ليست في (ع).
[2] في هامش (ت): «يقرأ».
[3] في (ت): «يلقاها».
[4] في (ز): «تمام».
[5] في (ع): «الصلاة».