المتواري على أبواب البخاري

باب استعمال فضل وضوء الناس

          ░40▒ باب استعمال فضل وَضُوء النَّاس
          وأمر جرير بن عبد الله أهله أن يتوضَّؤا بفضل سِوَاكه.
          30- فيه أبو جُحيفة: «خرج النَّبيُّ صلعم بالهاجرة فتوضَّأ(1)، فجعل النَّاس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسَّحون به». [خ¦187].
          وقال أبو موسى: «دعا النَّبيُّ صلعم بقَدَح فيه ماءٌ، فغسل يديه ووجهه (فيه)، ومجَّ فيه، ثمَّ / قال لهما: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونُحوركما». [خ¦188].
          31- وفيه محمود بن الرَّبيع: «أنَّ النَّبيَّ صلعم مجَّ في وجهه وهو غلامٌ من بئرهم». [خ¦189].
          32- وفيه المِسوَر: «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان إذا توضَّأ يقتتلون على وَضوئِهِ». [خ¦189].
          33- وفيه السَّائب: «ذهبتْ بي خالتي إلى النَّبيِّ صلعم فقالت: يا رسول الله، إنَّ ابن أختي وَقِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثمَّ توضَّأ فشربت من وَضوئِه...» الحديث. [خ¦190].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قيل: ترجم على استعمال فضل الوضوء ثمَّ ذَكَر حديث السِّواك والمجَّة، فما وجهه؟ قلت: مقصوده الرَّدُّ على من زعم أنَّ الماء المستعمل في الوضوء لا يتطَّهر به؛ لأنَّه ماء الخطايا، فبيَّن أنَّ ذلك لو كان صحيحاً وأنَّ الخطايا تُحدِث في عين الماء شيئاً يُنافي الاستعمال لكان نجساً؛ لأنَّ النَّجس المبعِدُ، والخطايا يجب إبعادها شرعاً، ومع ذلك فيجوز استعماله لغير الطَّهارة، كالتَّبرُّك والتَّعوُّذ ونحوه، هذا إن احتجُّوا بأنَّه ماء الخطايا.
          وإن احتجوا بأنَّه مضافٌ فهو مضافٌ إلى طاهرٍ لم يتغيَّر به؛ لأنَّ(2) الرِّيق الذي يخالطه عند المضمضة مثلاً طاهرٌ، بدليل حديث السِّواك والمجَّة، وكذلك ما(3) لعلَّه يخالطه من غبرات الأعضاء بطريق الأَولى لأنَّها موهومةٌ لا محقَّقةٌ، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ».
[2] في (ع): «لأنه».
[3] في (ع): «ماء».