مصباح القاري لجامع البخاري

حديث: خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: مه

          7502- قول الرحم: (هذَا مقَامُ العَائذِ بكَ منَ القَطِيعَةِ) قالَ: (أفلاَ تَرضَينَ أنْ أَصلَ مَن وَصلَكِ، وأَقطَعَ مَن قَطعَكِ).
          نقلَ الكرمانيُّ عن بعضِهم أنَّه قال: الفاء في قوله تعالى: (فَقالَ) توجبُ أن يكون قولُ الله تعالى عقبَ قولِ الرحم، فيكون قولهُ حادثاً، وأنه أجابَ نفسه بأنَّه لما دلَّ الدليل على قدمِهِ وجبَ حملهُ على المعنى إفهامُهُ إيَّاها، أو على قولِ ملك مأمورٌ بقولهِ له.
          قال: وقولُ الرحم: مه، ومعناه: الزَّجر، يحالُ توجُّهه إلى الله فيجبُ توجهه إلى من عاذَتِ الرَّحم من قطعِهِ إياها.
          قال الكرمانيُّ: منشأُ الكلام الأوَّل قلَّة عقلهِ، ومنشأ الثَّاني فسادُ نقلهِ؛ أي: لا يتولَّ منه، إنَّما قولُ الله لها كما تراهُ في الحديثِ.