مصباح القاري لجامع البخاري

باب ذكر الله بالأمر

          ░39▒ بابُ ذكرِ اللهِ بالأمْرِ
          أي: ذكرِ الله عباده بأن يأمرهم بالطَّاعات، وذكرُهُم له: بأن يدعوهُ ويتضرَّعوا إليه ويُبلِّغوا رسالته إلى الخلق، يعني: المرادُ بذكرهم الكمال لأنفسهم والتكميل لغيرهم، وقيل الباء في لفظ: (الأمر) من إهلاكي، وقال معنى الآية: قول نوح ◙ (فافرُقْ) بيني وبينهم (فاقْضِ) يعني: أظهِر الأمرَ وأفضله، وفي بعضها يقال: ((افرق فاقض)) فلا يكونُ مسنداً إلى مُجاهد.
          والمقصودُ من ذكر هذهِ الآية في الباب أن النبيَّ صلعم مذكورٌ بأنه أمرَ بالتِّلاوة على الأمَّة والتبليغ إليهم، وأنَّ نوحاً ◙ يذكرهم بآيات الله وأحكامهِ، كما أنَّ المقصودَ بالباب في هذا الكتابِ بيانُ كونه تعالى ذاكراً ومذكوراً بمعنى الأمر والدُّعاء.
          (حَيْثُ جَاءَ)؛ أي: من حيثُ جاء.